يكفى أن تعرف أن أندريه جيد رفض مخطوطة مارسيل بروست البحث عن الزمن الضائع وأن جى كي رولينج صاحبة سلسلة هارى بوتر واجهت عدم القبول من أكثر من دار بينما عانى كثيرا الكاتب السيرلانكي شيهان كاروناتيلاكا وظل وقتا طويلا يبحث عن ناشر دولى لروايته الأقمار السبعة لمعالى ألميدا قبل فوز الرواية بجائزة البوكر فلماذا تواجه الأعمال الجيدة صعوبة فى النشر؟
شخصية المؤلف
حينما يكون المؤلف عارفا لقيمة ما يكتب خصوصا إذا بذل مجهودا كبيرا فى عمله الأدبي يظن فيما كتبه التميز، وهو ما ينعكس على سلوكه عند تقديم المخطوطة إلى دور النشر إذ يغلب على سلوكه التحفظ والحيادية وهو ما لا يعجب الناشر.
شخصية الناشر
لا تعجب الناشر الأعمال التى يجرى تقديمها عبر البريد الإلكترونى إو التى يجرى تقديمها وكأنها طلب إدارى بل يفضل أن يكون هناك وسطاء ويفضل أن تكون هناك توصية تزيد عنده الدافع خصوصا إذا كان الكاتب حديث السن أو التجربة أو كليهما معا، وهو ما لا يقدم عليه الكتاب الذين يظنون فى أعمالهم التميز إذ يفضلون تقديم أعمالهم كما هي بلا توصيات وبحيادية بالغة.
الأفكار الجديدة
عادة ما تكون الأعمال الأدبية المميزة محملة بالأفكار الجديدة ما يربك المسئولين عن النشر بشدة خصوصا إذا لم يكونوا على أعلى قدر من الاحترافية، كما أن التجاوز إلى طرق جديدة من سرد الحكايات أو تناولها من زاويا غير مطروقة يجعل المسئولين عن النشر مترددين بشأن العمل الأدبي المعروض عليهم.
ظروف السوق
تحكم السوق مجموعة من العوامل التجارية التى تجعل القرار فى النهاية مبنى على ما لا يخص العمل الأدبى بل على مدى القدرة على تسويقه وبيعه، وهنا تتولد الهواجس والظنون إزاء الأعمال المتميزة أدبية ويبرز سؤال: هل سنبيع هذا العام الأعمال المتميزة أم الأعمال التجارية أم مزيج بينهما؟ مع ملاحظة أنه حال تعقيد الظروف الاقتصادية المتعلقة بالنشر تقل فرص المغامرة.