تمر اليوم ذكرى احتلال الصليبيين لمدينة لشبونة، وذلك فى 24 أكتوبر عام 1147، وكان نتيجة عملية عسكرية نتج عنها خضوع لشبونة لسيطرة البرتغاليين وطرد الحكام الأندلسيين منها، كانت هذه العملية من بين الانتصارات القليلة التى حققها المسيحيون خلال الحملة الصليبية الثانية.
وكانت العملية العسكرية عبارة عن حصار بدأ فى 1 يوليو حتى 25 أكتوبر 1147، وكان اجراء عسكرى على مدينة لشبونة البرتغالية نتج عنه وضع لبشونة تحت السيطرة البرتغالية، وضاعت لشبونة نهائياً من أيدى المسلمين. كان حصار لشبونة أحد الانتصارات المسيحية القليلة فى الحملة الصليبية الثانية - فقد كان "النجاح الوحيد للعملية الشاملة التى قام بها جيش الحجيج"، أى الحملة الصليبية الثانية، وفقًا للمؤرخ المعاصر القريب هلمولد، بالرغم من أن آخرين تساءلوا إذا ما كانت حقاً جزءًا من تلك الحملة الصليبية، ويُنظر إليها كمعركة محورية فى فى حروب الاسترداد الأشمل.
سقوط الرها فى 1144 أدى إلى المناداة بحملة صليبية جديدة من الپاپا يوجين الثالث فى 1145 و1146، وفى ربيع 1147، أذن البابا بالحملة الصليبية فى شبه الجزيرة الأيبيرية، كما أذن للملك ألفونسو السابع من ليون وقشتالة أن يساوى حملاته ضد المسلمين ببقية الحملة الصليبية الثانية. وفى مايو 1147، غادرت فرقة من الصليبيين من دارتموث فى إنجلترا، كانوا يعتزمون الإبحار مباشرة إلى الأرض المقدسة، لكن الطقس أجبر السفن على التوقف على الساحل البرتغالي، فى مدينة بورتو الشمالية فى 16 يونيو 1147، وهناك أُقنـِعوا بمقابلة الملك أفونسو الأول من البرتغال.
وافق الصليبيون على مساعدة الملك فى مهاجمة لشبونة، باتفاق رسمى عرض على الصليبيين نهب بضائع المدينة وقبض فدية عن الأسرى المتوقعين من المسلمين. بدأ الحصار فى 1 يوليو. كانت مدينة لشبونة وقت الوصول تتألف من ستين ألف عائلة، بما فى ذلك اللاجئين الذين فروا من هجوم مسيحى من المدن المجاورة سانتاريم وغيرها. كما ورد فى السجلات التاريخية، أن القلعة كانت تضم 154,000 رجلاً، عدا النساء والأطفال؛ وبعد 17 أسبوعاً من الحصار، نـُهـِب السكان وأُفرغت المدينة من المسلمين.
وبعد أربعة أشهر، وافق الحكام المسلمون على الاستسلام فى 24 أكتوبر، أساساً بسبب الجوع فى المدينة. استقر معظم الصليبيين فى المدينة المُستولىَ عليها حديثاً، ولكن بعض الصليبيين أبحر وواصل الطريق إلى الأرض المقدسة. ولاحقاً أصبحت لشبونة عاصمة مملكة البرتغال، فى 1255.