توفى الرسام الفرنسى بيير سولاج، عن عمر ناهز 102 عام، بعد مسيرة حافلة اشتهر فيها بلوحاته ذات الدرجات المختلفة من اللون الأسود، وقال الصديق القديم لبيير سولاج، ألفرِد باكمان، الذي يترأس متحفاً يحمل اسم الفنان في روديز بجنوب فرنسا: "إنه خبر محزن. لقد كنت أتحدث قبل قليل مع أرملته كوليت سولاج، التى احتفل معها قبل أيام بعيد زواجهما الثمانين"، وفق ما ذكرت وكالة فرانس برس.
وقال كبير الخدم لدى سولاج في سيت، منذ 27 عاما، محمد القعود، إن وفاة الرسام نجمت عن أزمة قلبية، وعلّق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عبر تويتر على وفاة سولاج، معتبرا أنه "عرف كيف يعيد اختراع اللون الأسود، عبر جعل النور ينبثق منه. بالإضافة إلى اللون الأسود، تشكّل أعماله استعارات حية يستمد منها كل منا الأمل".
ورأت وزيرة الثقافة الفرنسية، ريما عبد الملك، إن وفاته "خسارة كبيرة لعالم الفن ولفرنسا".
ونشرت رئيسة الوزراء الفرنسية، إليزابيث بورن، تغريدة على تويتر، قالت فيها إن سولاج "يترك وراءه نتاجا هائلا عابرا للزمن"، مذكّرة بأن الرسام الراحل "أعاد ابتكار اللون الأسود بشكل مذهل"، واصفة إياه بأنه "سيد الأضواء".
واكتسب سولاج، المولود في 24 ديسمبر 1919، شهرة واسعة اعتبارا من خمسينيات القرن الماضي، ودخلت لوحاته أرقى المتاحف في العالم، كمتحف جوجنهايم في نيويورك ومعرض تايت في لندن، وطوال أكثر من 75 عامأ، كانت أعماله محط اهتمام المؤسسات الثقافية وسوق الفن. وفي نوفمبر 2021، بيعت لوحة له تعود إلى عام 1961 بمبلغ 20,2 مليون دولار في نيويورك.
وتجاوز ثمن اللوحة بأشواط الرقم القياسي السابق الذي حققه أحد أعمال سولاج عام 2019 في باريس، البالغ 10,8 ملايين دولار، وفي مايو 2014، وكان يومها في الرابعة والتسعين، حضر افتتاح متحف مخصص بالكامل لأعماله في مدينته روديز.
وفي ديسمبر 2019، أصبح سولاج بين قلة من الفنانين الذين حصلوا على شرف عرض أعمالهم في متحف اللوفر العريق وهم على قيد الحياة. وسبق لرسامين فقط أن كرما قبله بهذه الطريقة، هما بيكاسو وشاجال، عند بلوغهما سن التسعين، وكرّس جزء كبير من المعرض يومها لـ"أوترنوار" (ما بعد الأسود)، العالم الذي تخيله سولاج عام 1979، عندما اعتمد الأسود الكامل.
وعن تركيزه على اللون الأسود، قال الراحل في ديسمبر 2019: "أحب سلطة هذا اللون ووضوحه وتطرفه إنه لون نشط جدا... لو وضعنا الأسود قرب لون قاتم، لأصبح مشعا".