ترك الأولون مخطوطات دلت على وجودهم في الدنيا وأنشطتهم وحياتهم ونظرتهم للكون والوجود، وقد كان للفراعنة باع في هذا المجال إذ دونوا مخطوطات عدة انتشرت بعدها في متاحف العالم مثل المتحف البريطانى وغيره وهنا نذكرها:
كتاب الموتى
بالنسبة للمصريين القدماء كان الموت الجسدي مجرد خطوة أولى في رحلة محفوفة بالمخاطر إلى الحياة الآخرة، حيث كانوا يعتقدون أن الروح تعيش تحت رعاية الآلهة، لذا احتاج المتوفى إلى تعاويذ وتعليمات ليبحر في طريقه إلى الخلود، ومن هنا كتب الفراعنة كتاب الموتى وهو عبارة عن توجيهات مكتوبة فيما يقرب من 200 تعويذة في كتاب الموتى تم نقشها على أوراق البردي التى ظهرت أيضًا على الجدران والتوابيت والتمائم وحتى أغلفة مومياوات قدماء المصريين من الطبقة العليا.
ويعد كتاب الموتى أقدم كتاب فرعوني وصل إلينا حيث دون في عصر بناء الهرم الأكبر، ولا تزال نسخة منه محفوظة في المتحف البريطاني ويضم دعوات للآلهة وأناشيد وصلوات، ثم وصف لما تلاقيه أرواح الموتى في العالم الآخر من الحساب وما يلحقها من عقاب وثواب ، حيث اعتقدوا بالبعث وبعودة الروح التي كانوا يرسمونها في صورتين متقاربتين كا أو با.
بردية إيبرس
تعود معارف الطب في مصر القديمة إلى ما لا يقل عن 3500 عام ويؤكد هذا ثلاث برديات: إبيرس، وإدوين سميث، وبرديات كاهون لأمراض النساء والتى تضم العديد من التعليمات داخل البرديات موازية للإجراءات الطبية الحديثة وتحتوي على علاجات باستخدام مئات المكونات وقد قدمت بعض هذه المكونات مؤخرًا أدلة معملية على أنها تحتوي على خصائص دوائية فعالة.
وتعتبر مخطوطة بردية إيبرس الموجودة في مكتبة جامعة لايبزج أكبر مخطوطة مصرية قديمة في الطب فهي تحتوي على 108 من الأعمدة المكتوبة على ملفوفة بردي طولها 19 متر، وتصف عددا كبيرا من الحالات المرضية التي تتفرع حاليا إلى عدة تخصصات في الطب: طب النساء، الطب الباطني، طب الأسنان، طب الطفيليات، طب العيون، وطب الأمراض الجلدية.
وتتعلق الأمثلة الأخرى المذكورة في البردية بعلاج الالتهابات وعلاج الأورام، وجبر كسور العظام، وكذلك علاج الحروق، وبها أطروحة عن علاج القلب، والأوعية الدموية وقسم قصير عن الانهيار العصبي، كما يوجد بها عدد من وصفات العقاقير العلاجية.
وكان العلماء يعتقدون أن تاريخ بردية إيبرس تعود إلى القرن 16 قبل الميلاد، ولكن البحوث بينت أنها كتبت قبل ذلك بكثير وقد يعود تاريخها إلى عهد الملك أحمس.