غالبًا ما ينسب الفضل إلى هوارد كارتر في الكشف عن مقبرة توت عنخ آمون لكن مصريين كثيرين شاركوا في الحدث العملاق وهو ما كشفت عنه صور معرض أكسفورد المقام حاليا في بريطانيا إلا أن التوصل إلى هوياتهم صعب حيث تقول دانييلا روسيناو مسئولة المشروع في كلية الدراسات الآسيوية والشرق أوسطية بجامعة أكسفورد "لا نعرف سوى أسماء رؤساء العمال الأربعة الذين وظفهم كارتر، والذين سماهم وشكرهم في منشوراته وهم أحمد جريغار وجاد حسن وحسين أبو عوض وحسين أحمد".
كما نعرف أيضًا محمد صالح حمدي بك وهو طبيب مصري شارك في تشريح جثة توت عنخ آمون، وحسين عبد الرسول ، فتى الماء الذي الذى يعد وفقًا لبعض الروايات من أوائل الواصلين إلى القبر.
ووفقا لموقع لايف ساينس أكد عدد من علماء المصريات أن هوارد كارتر كانت لديه عقلية استعمارية وأنه كان يميل إلى عدم معاملة المصريين على قدم المساواة مع البريطانيين في بعثته الأثرية حيث قال أسامة جاد أستاذ علوم البرديات والأدب المقارن في جامعة عين شمس في القاهرة: "أعتقد أنه كان متغطرسًا بشكل عام ليس فقط ضد المصريين ولكن أيضًا ضد الجنسيات الأخرى، لقد أساء استغلال جهود عناصر بعثته".
وتابع جاد: "لقد كتبت مرارًا أن إرث الحقبة الاستعمارية ثقيل على الأرض وما تم إنجازه في هذا القرن أو أكثر لا يمكن التراجع عنه في بضع سنوات، كان تهميش المصريين مستمرا بلا هوادة".
كما أشار زاهي حواس وزير الآثار المصري الأسبق، إلى أن كارتر عامل المصريين معاملة سيئة حيث قال حواس: "أحد أكبر أخطاء كارتر هو كيفية معاملته للمصريين، لم يسمح لأي مسئول مصري بزيارة المقبرة ، لكنه خطط لفتح غرفة الدفن والتابوت مع فريقه وزوجاتهم".
ولفت حواس إلى أن هذا الحادث زاد من التوترات بين كارتر ووزير الآثار المصري آنذاك مرقص حنا وأنه مع إقالة الأخير في عام 1924، بعد تغيير في الحكومة المصرية في عام 1925 ، سُمح لكارتر باستئناف العمل في الموقع.
وقال حواس إن المصريين يقودون اليوم حفريات أثرية كبرى مضيفا: "حفرياتنا الآن تحظى بإعجاب الفرق الأثرية الأجنبية، نحن لسنا ضد البعثات الأجنبية ، لكن يمكننا التنافس".