مائة عام من العزلة.. أيقونة أدبية للكاتب الكولومبى جابرييل جارسيا ماركيز، حاز بفضلها على جائزة نوبل فى الأدب عام 1982، ورغم مرور 40 عاما على استحقاقها لهذه الجائزة الأشهر فى تاريخ الأدب، لا تزال حتى يومنا هذا، واحدة من أهم وأشهر الأعمال الروائية التى تستقطب جمهورا كبيرا من القراء حول العالم، واليوم ينتظر عشاق الأدب، رؤيتها فى عمل درامى، بعدما تم الإعلان عن ذلك.
نشرت رواية مائة عام من العزلة فى عام 1967، وطبع منها قرابة الثلاثين مليون نسخة، وترجمت إلى ثلاثين لغة وقد كتبها ماركيز عام 1965 في المكسيك. وبعد ذلك بعام نشرت سودا أمريكانا للنشر في الأرجنتين ثمانية ألف نسخة.
يروي جابرييل جارسيا ماركيز فى مائة عام من العزلة أحداث المدينة من خلال سيرة عائلة بوينديا على مدى ستة أجيال والذين يعيشون في قرية خيالية تدعى ماكوندو، ويسمون الكثير من أبنائهم في الرواية بهذا الاسم.
وفى جابرييل جارسيا ماركيز يمتد الزمان ليتقلص ضمن أوراقها وسطورها حيث يحكى جابرييل جارثيا ماركيز حكاية لأسرة أوريليانو على مدار عشرة عقود من الزمان، ململماً هذا الزمان باقتدار وبراعة بالغين بما فيه من غرائب الأحداث وخوارق الوقائع ودخائل المشاعر ودقائق التحليلات وعظائم المفاجآت، أتى بها لتروى قصة هذه الأسرة التى كانت الغواية هى القاسم المشترك فى حياتها نساءً ورجالاً حتى امتدت لعنتها إلى آخر سليل منهم.
فى مائة عام من العزلة، يبين غابرييل غارسيا ماركيز موقفه السياسى ورسالته من أجل السلام والعدالة، من خلال عمل أدبى دخل التاريخ من أوسع أبوابه، مبيناً كيف وصلنا إلى مجموع المشاكل التى تعانى منها الإنسانية فى يومنا هذا، حيث يعمد الكاتب إلى توظيف قضايا الواقع مضفياً عليها جوانب سحرية، زيادة فى جرعة التأثير فى قارئه.
عائلتان، عائلة بوينديا وعائلة آل إيغواران، ينتهى بهما المطاف بولادة طفل بذيل عيدشون (الإغوانا) تحت وقع قوة التزاوج الذاتي. أورسولا إيغواران، المتزوجة حديثاً بخوسيه أركاديو بوينديا، ترفض أن يستهلك الزواج خوفاً من أن يولد من جديد مولود بذيل، ما يدفع برودينشيو أغيلار إلى تعنيف خوسيه أركاديو والتقليل من شأنه، بينما ينتهى الأمر بالنسبة إلى خوسيه أركاديو إلى قتله بعد استفزازه، لكن القتيل يظهر باستمرار.
هارباً من شبح الميت، وأمام مجموعة الأقران، يصل خوسيه أركاديو إلى قرية بالكاد تحوى عشرين منزلاً بنيت من الطين والقصب على ضفة النهر، ويبقى هناك للعيش فيها تلك القرية تدعى ماكوندو التى تشكل المسرح السحرى لأحداث هذه الرواية وغيرها من أعمال المؤلف.
صلة الوصل الوحيدة التى تجمع سكان القرية بالخارج تشكلها زيارات منتظمة لمجموعة من الغجر بقيادة رجل يدعى "ميلكيادس"، إلى جانب معرفتها اللغة السنسكريتية، أدخلت إلى ماكوندو الثلج والمغناطيس.