أثار الكاتب الإماراتي غيث الحوسني أسئلة حول قضايا التعليم المنهجي وعلاقته بالثقافة والمعرفة بشكل عام، والتحديات التي تواجه مجال التعليم، خلال جلسة نقاشية بعنوان "كيف أطور مناهج الدراسة؟" ضمن برنامج الفعاليات الثقافية للدورة الـ41 من معرض الشارقة الدولي للكتاب الذى يقام في الفترة من 2 حتى 13 نوفمبر الجاري تحت شعار "كلمة للعالم"
وشهدت الجلسة مشاركة كل من الكاتبة الكندية كريستين فيليبس، المتخصصة بمجال التعليم وصناعة المناهج التعليمية، والكاتبة المصرية أمل فرح، المتخصصة بتطوير مناهج تعليم الأطفال، حيث ناقشت المشاركتان سبل تطوير الممارسات التربوية والارتقاء بالمناهج التعليمية عبر أسس علمية، يتعاون من خلالها أولياء الأمور مع المدرسين لتعزيز العملية التعليمية بالأفكار الإبداعية المبتكرة.
وأشارت الكاتبة كريستين فيليبس إلى أن نظام التعليم الكندي بدأ بالتغير بعد إدراك القائمين على المناهج التعليمية بأن الطلاب الحاليين الذين يدرسون في المدارس اليوم، سينضمون إلى القوى العاملة بعد 15 أو 20 عاماً، وسيكون سوق العمل مختلفاً تماماً عما نعرفه اليوم، ولهذا تحرص كندا على التفكير بتغيير المناهج الدراسية لتلبية احتياجات الطلاب وإعدادهم لعالم المستقبل، ووظائف المستقبل التي لا نعرفها.
وأضافت: "نتوجه لتصميم مناهج دراسية تتضمن المهارات الأساسية كالقراءة والكتابة والرياضيات والعلوم، وفي الوقت ذاته تدريب الطلاب على التعاون، والتفكير الإبداعي، وحل المشكلات، واكتساب المهارات الاجتماعية، لأنهم سيحتاجونها في المستقبل، حيث يكمل 82% من الطلاب مرحلة التعليم الثانوي، يتابع 25% منهم فقط التعليم الجامعي، لأنهم لم يكتسبوا المهارات اللازمة لمواكبة المستوى المتقدم من التعليم في الجامعات، وعملية البحث العلمي والكتابة الأكاديمية".
وحول مسارات تأسيس بيئة تعليمية جاذبة للأطفال في كتابها "حول محبة التعلم" أشارت الكاتبة كريستين فيليبس إلى أن الأطفال يحبون المدرسة وأصدقاءهم ومعلميهم، وأن دور المعلم يتمثل بمساعدة الأطفال على النجاح والتعلم والتفاعل مع العالم من حوله، كما ينبغي أن يكون التعليم نشاطاً اجتماعياً يدربهم على مناقشة ما يتعلمونه لحل المشكلات، وليس فقط حل التمارين المدرسية على الورق.
من جانبها، أوضحت الكاتبة المصرية أمل فرح أن الاهتمام بالعملية التعليمية ينبع من دورها في بناء المستقبل وليس الحصول على شهادات، وأن المشكلة الحقيقية التي تواجه منظومة المناهج هي أنها مناهج للتلقي وليست للتفاهم، حيث يحفظ الطلاب المناهج وسرعان ما تتلاشى من ذاكرتهم بعد الانتهاء من الامتحان.
وأضافت أمل فرح، كان هناك فصل بين ثقافة الطفل والتربية والتعليم، حيث كان يتم التعامل مع التربية والتعليم على أنها توصيل معارف ومعلومات يتم اختبار الطالب فيها بعيداً عن التطبيق العملي في الحياة اليومية للطالب داخل المدارس، وعملنا على تغيير منهج اللغة العربية ليضعه متخصص بأدب الأطفال، فأصبح كتاب اللغة العربية مجموعة كتب أطفال، وصار الأطفال أكثر تفاعلاً مع اللغة من ذي قبل.
وأكدت أمل فرح على أن دولة الإمارات أعادت التجربة المعرفية العربية القديمة في صياغة معاصرة، وعززت التعليم من خلال اللعب والترفيه، وتبنت منهج العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات لتعزيز عملية التراكم المعرفي لدى الأطفال وتمكينهم من الوصول إلى مرحلة تفعيل الطاقة العقلية لاكتساب المهارات اللازمة لحل المشكلات، واعتمدت نظام المتابعة والتقييم الأسري من خلال إرسال استبيان إلى أولياء الأمور حول أداء الأطفال في تطبيق المعلومات النظرية على أرض الواقع في حياتهم".