استضاف معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الـ41، الكاتب والروائي سلطان العميمي، رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، ومدير أكاديمية الشعر، في ندوة ثقافية حول كتاب الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة؛ "بيوت مدينة الشارقة والقرى المجاورة لها وساكنوها"، أدارتها الكاتبة عائشة سلطان.
وفي شرحه حول التصور العام الذي يمثله كتاب حاكم الشارقة، قال سلطان العميمي: "يعد (بيوت مدينة الشارقة) أول كتاب من نوعه يصدر في دولة الإمارات العربية المتحدة، وهو كتاب رائد في فكرته التي توثق ذاكرة المكان، وقد اتبعها كوكبة من أبرز أدباء العالم البارزين، والذين فاز بعضهم بجائزة نوبل للآداب".
وأكد سلطان العميمي أن حاكم الشارقة يرى من خلال نظرته البحثية الثاقبة أن كل حي أو منطقة في الشارقة تحمل أهميتها، لذلك فإنه عمل على إعادة إحياء خريطة الشارقة القديمة بأحيائها وفرجانها، وحجم السكان وخصائصهم وتوزعهم الجغرافي فيها، ونسبة الوفيات والمواليد، وعدد أفراد الأسرة التي كانت موجودة، وهو ما يمثل وثيقة تاريخية جغرافية اجتماعية معرفية عن إمارة الشارقة في الستينيات من القرن الماضي.
وأشار العميمي إلى أن الكتاب يفيد الباحث في توثيقه تاريخ شخصيات الشارقة من الأعلام الذين أثروا المشهد الثقافي والأدبي، وشكلوا نواة للعلم في الإمارة، كما أنه يمثل دليلاً للعائلات لمعرفة أصولها الممتدة، لافتاً إلى أن الكثير من الأفراد لا يعلم أجداده الأباعد، وهذا يجعل من الكتاب مصدر إثراء لذاكرة الأجيال، حيث يعود بهم إلى أصولهم وجذورهم.
وقال رئيس اتحاد أدباء وكتاب الإمارات: "كتاب حاكم الشارقة يحمل قيمة مهمة ومرجعية للباحثين وأصحاب الدراسات المرتبطة بالحياة الاجتماعية والاقتصادية في الإمارة، والتي أسست نهضة علمية أو اقتصادية رائدة في الإمارة".
وحول قيمة الكتاب للأديب والروائي، أكد سلطان العميمي أن الأديب لا ينفصل عن الباحث، فهو يحتاج أن يكون باحثاً بارعاً، لأنه لا يختلف عن المخرج السينمائي في بناء المكان في روايته، وهذا البناء في الرواية الواقعية لا يمكن أن يكون مقنعاً للقارئ إلا بأن يكون متكاملاً في وصفه للمكان.
وقال: "كروائي أجد في كتاب حاكم الشارقة مرجعاً وصفياً يقدم لي خدمة في وضع قواعد العمل الروائي الذي أعمل عليه عن شارع أو منطقة في تلك الحقبة التي يوثقها الكتاب، أو في حال تناولت روايتي شخصية من الشخصيات التاريخية في إمارة الشارقة، فالروائي يلتقط أدق التفاصيل، وهذا ما يجعل من الكتاب مرجعاً لتلك الرواية بتفاصيلها، ومن هنا فإنني أعتقد أنه يمكن أن تخرج عشرات الأعمال الروائية انطلاقاً من كتاب حاكم الشارقة".