يعد الملك أحمس واحدًا من أِشهر ملوك مصر القديمة على الرغم من أن فترة حكمه لم تكن طويله إلا أنه طرد الهكسوس من مصر وهو منجزه الأعظم الذى كرس له صورة الحامى البطل الشجاع طارد الغزاة وهو ما ظهر في عدد من الأعمال الأدبية بل والأيقونات الثقافية، ومنها كفاح طيبة للأديب العالمى الراحل نجيب محفوظ.
وقد أنهي خلال فترة حكمه غزو الهكسوس وطردهم من منطقة الدلتا، واستعادت طيبة سيادتها على جميع أنحاء مصر وأراضيها كما أعاد تنظيم البلاد وفتح المحاجر والمناجم وأنشأ طرقا جديدة للتجارة، وبدأت مشروعات البناء الضخمة ووضع عهد أحمس الأسس لعصر الدولة الحديثة، والتي بموجبها وصلت الدولة المصرية القديمة ذروتها.
وحسبما ورد في موسوعة مصر القديمة لسليم حسن فقد كان "مانيتون" المؤرخ المصري القديم محقًّا عندما جعل "أحمس" الأول فاتحة ملوك الأسرة الثامنة عشرة، على الرغم من أنه من أسرة كانت تسيطر على جزء كبير من البلاد في عهد الأسرة السابعة عشرة؛ إذ الواقع أنه في حكم هذا الفرعون قد طُوِيت صحيفة من تاريخ البلاد سطر عليها عهدُ استعباد الشعب المصري مدةَ قرنٍ ونصف من الزمان، ثم بدأ صحيفة جديدة كان أول ما خُطَّ فيها آيات بينات تحدِّثنا عن استقلال البلاد وطرد الغزاة الغاصبين من أرض الكنانة، ثم الإصلاحات التي قامت في طول البلاد وعرضها، بعد استتباب الأمن في الداخل والخارج على أُسس متينة هيأت لمَن جاء بعده من الفراعنة الشجعان أن يؤسِّسوا دولة مترامية الأطراف، تمتد من الشلال الرابع جنوبًا إلى أعالي نهر دجلة والفرات شمالًا، وتدين لها كل الأمم المجاورة ماديًّا وأدبيًّا، حتى أصبحتْ في عهد تحتمس الثالث الذي يلقِّبه مؤرخو الغرب بنابليون الشرق الإمبراطوريةَ الأولى في عالم التاريخ القديم.