في إحدى الظواهر الفلكية النادرة، سيشهد العالم خسوف القمراليوم الثلاثاء، والذي يمثل فرصة نادرة لرصده، لن تتكرر لمدة ثلاث سنوات، وسيكون الخسوف الكلي للقمر مرئيا في أنحاء أميركا الشمالية في ساعات ما قبل الفجر، وكلما تم التوجه أقصى الغرب كلما كانت الرؤية أفضل، وفي آسيا وأستراليا وبقية المحيط الهادئ يمكن رؤيته بعد غروب الشمس.
وترتبط ظاهرة خسوف القمر، بعدد من الأساطير والرؤى بين الثقافات المختلفة، فقديما، كان تعتبر تلك الظاهرة نذير شؤم لكل البشر، وبخاصة أهل بابل، وبحسب كتاب "حضارة مصر والعراق: التاريخ الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والسياسي" للمؤلف برهان الدين دلو، فإن خسوف القمر كان من الحوادث المهمة التى تطير منها البابليون، وجاء فى بعض الكتابات السحرية أن الخسوف يحدث بهجوم سبعة شياطين أو أرواح شريرة على القمر، وكانوا يصلون للإله عند الخسوف ويقدمون القرابين حتى يظهر مضيئا مرة أخرى بعد أن يقهر الشياطين أو الظلام أى الموت.
قد كان عرب الجاهلية الأولى يعتقدون أن القمر في ضائقة أو أسر، فكانوا يضربون بالمعادن محدثين ضجيجـًا وجلبة، ويقولون: يا رب خلـّصه، ومن عقائد العامة في العراق أيضـًا، أن الحامل إذا مست بطنها عند خسوف القمر ولد الجنين ونصف وجهه أسود ـ كالقمر المخسوف!! ـ أما إن مستها عند كسوف الشمس فإنها تلد طفـلاً أحمر مزرقّ الوجه، وإذا ما زاد خسوف القمر على نصف وجهه وجب تلاوة صلوات خاصة، لأن عدم فعل ذلك يؤدي إلى أن أفعى ستدخل قبر الشخص إذا مات، زيادة في عذابه، وإذا احمر لون القمر عند خسوفه كان نذيرًا بأن حربـًا ستنشب.
ولمقاومة السحر، فإنهم يضعون طشتـًا به ماء ـ طيلة فترة خسوف القمر ـ مع قراءة أدعية خاصة، معتقدين أن ذلك يجعل ماء الطشت "بطلة" ناجعة في إبطال كل سحر إذا استحمت به المرأة المتزوجة.