يمر كوكب عطارد بالقرب من الشمس في السماء، على الجانب البعيد من نظامنا الشمسي بالنسبة للأرض، في ظاهرة تسمى الاقتران العلوي، اليوم الثلاثاء، عند الساعة 07:56 مساءً بتوقيت مكة (04:56 مساءً بتوقيت جرينتش)، وكشفت الجمعية الفلكية بجدة فى تقرير لها، أنه يحدث هذا مرة واحدة في كل دورة اقترانية للكوكب (116 يومًا)، ويمثل نهاية ظهور عطارد في سماء الصباح، وانتقاله إلى سماء المساء خلال الأسابيع القليلة القادمة.
رغم صعوبة مشاهدة كوكب عطارد، إلا أن بعض الحضارات القديمة رصدت حركته في السماء منذ خمسة آلاف عامٍ، حيث تمكن علماء الفلك السامريون في العراق من رصده، وراقبه الفلكي الإيطالي غاليليو غاليلي بعد أن اخترع التلسكوب في العام 1631، وقد رصده لأول مرة وهو يعبر أمام قرص الشمس.
عرفت الحضارات القديمة والأديان والأساطير الهندية كوكب عطارد، ففي ثقافة المايا سمي باليوم، وفي الثقافة الآسيوية عرف باسم نجم الماء.
يرجع تاريخ رصد عطارد إلى الألفية الأولى قبل الميلاد. كان علماء الفلك الإغريق يعتقدون أن هذا الكوكب عبارة عن جرمين منفصلين، وذلك قبل القرن الرابع قبل الميلاد، وأطلقوا على أحد هذين الجرمين تسمية «أبولو»، واعتقدوا أنه لا يظهر للعيان إلا عند الشروق، وأطلقوا على الآخر تسمية «هرمس»، واعتقدوا أنه لا يمكن رؤيته إلا عند الغروب. يُشتق الرمز الفلكي لعطارد من شكل الصولجان الأسطوري لإله التجارة الإغريقي هرمس.
يُعتبر عطارد الكوكب السائد في فلكيّ برج الجوزاء وبرج العذراء وفقاً لعلم التنجيم، حيث يُقال أن تأثيره الفلكي يكون في أوجه عندما يمر ضمن هذه الكوكبات، مما يؤثر على حظوظ الناس المولودين خلال هذا الزمن (حسب رأيهم). وكان الفلكيون القدماء يعتقدون بأن "برية هرمس الهرامسة" تُشكل ميزة أساسية من ميزات الكوكب، حيث قيل بأنها تغطي تقريباً ربع ربعه الجنوبي الشرقي.