لم يعرف أن رجل دولة أصبح الرسم ملجأ له إلا في حالات نادرة ومنها ونستون تشرشل الذى رسم مئات الأعمال الفنية بيع بعضها بأسعار مرتفعة في السنوات الأخيرة منها عمل فنى عبارة عن لوحة تجسد غابة مع قناة في المقدمة ويتألف نظام الألوان إلى حد كبير من اللون الأخضر والعديد من درجات اللون البني.
وقد بيعت لوحة "The Canal at St-Georges-Motel"، التي رسمها ونستون تشرشل خلال مزاد الشهر الماضي في داركريستيز مقابل 376 ألف دولار وهو سعر يقول الخبراء إنه دليل على زيادة الاهتمام بأعماله الفنية وفقا لنيويورك تايمز.
ونستون تشرشل الذي دفع عزمه الناري وشجاعته الكثيرين إلى الإيمان به كقائد ملهم وإن كان غير كامل، لم يشرع أبدًا في أن يصبح فنانًا بارعًا بالمعنى الاحترافى المفهوم إذ بدأ الرسم فقط كفترة راحة من الاكتئاب عندما استقال في سن الأربعين عام 1915 من منصب الرئيس المدني للبحرية الملكية البريطانية خلال الحرب العالمية الأولى.
كان ونستون تشرشل وقتها يعيش أياما صعبة فقد دعا إلى أن تفتح أساطيل الحلفاء ما اتضح أنه جبهة كارثية في مضيق الدردنيل أثناء الحرب العالمية الأولى ما تبين أنه خطأ فادح كلف الحلفاء خسارة المعركة في تركيا وقد استقال تشرشل إثر ذلك ولجأ إلى الفن، وكتب لاحقًا: "جاءت اللوحات لإنقاذي في أكثر الأوقات صعوبة".
لكن المثابرة، التي خدمت تشرشل جيدًا في أماكن أخرى، دفعته أيضًا إلى أن يصبح فنانا موثوقًا ومنتجًا بفرشاة ابتكرت أكثر من 500 عمل، هذه اللوحات تلقى التقدير الذى لم يتلقاه تشرشل في حياته كفنان حيث تشهد لوحات رئيس الوزراء البريطانى الأسبق ارتفاعًا مؤخرًا في الفائدة والأسعار، وفقًا لبعض التجار ودور المزادات والفنون بل وحتى المؤرخين.