يمثل تمثال أبو الهول رائعة من روائع الحضارة المصرية القديمة وأثر ما زال قائما وشاهدا على عظمة الفراعنة وتطور أفكارهم وقدراتهم التى أوصلتهم لتشييد هذا البناء لكن كثيرا من الناس لا يعرفون من هو أبو الهول وهل هو تجسيد لشخصية بشرية عاشت في عصر الفراعنة، هذا ما سنعرفه في السياق التالي.
يرجع معظم العلماء تمثال أبو الهول إلى الأسرة الرابعة ويرجحون ظهوره في عصر الملك خفرع، ومع ذلك، يعتقد البعض أنه تم بناؤه من قبل شقيق خفرع الأكبر رجعديف "جدفر" لإحياء ذكرى والدهم، خوفو، الذي يعرف هرمه في الجيزة باسم الهرم الأكبر ويؤكد أصحاب هذا الرأى أن وجه أبو الهول الأكبر يشبه خوفو أكثر من خفرع وقد أدت هذه الملاحظة أيضًا إلى تكهنات بأن خوفو نفسه بنى التمثال في محاولات العلماء لحل لغز أبو الهول.
تغير شكل تمثال أبو الهول بشكل كبير على مر السنين ومنذ العصور القديمة - ربما بدأت في عهد تحتمس الرابع (1400-1390 قبل الميلاد) تم بذل جهود مختلفة للحفاظ على التمثال في حين أن الجسم هو الأكثر تعرضاً للتآكل، فقد تضرر الوجه أيضاً، وأنفه مفقود بشكل ملحوظ. وبحسب البعض، فإن الضرر تسبب فيه جنود نابليون الذين أطلقوا النار على أنفه بمدفع، ومع ذلك، فإن الرسوم التوضيحية التي تعود إلى ما قبل نابليون تكشف عن أبو الهول عديم الأنف بينما تؤكد نظرية أخرى أن محمد صائم الدهر، وهو أحد الصوفيين قام بتشويه التمثال في القرن الرابع عشر احتجاجًا على عبادة الأصنام وفقا لموسوعة بريتانيكا.
أما عن أبو الهول من ناحية الشكل فهو مخلوق أسطوري له جسد أسد ورأس بشري ويعد صورة مهمة في الفن والأسطورة المصرية واليونانية وقد تم اشتقاق كلمة أبو الهول من قبل النحاة اليونانيين من الفعل sphingein لكن أصل الكلمة لا علاقة له بالأسطورة وقد أطلق عليه المؤلف اليونانى القديم "هسيود" اسم Phix.