عاش أدباء من جنسيات أخرى فى مصر متخذين إياها موطنا منهم على أحمد باكثير وهو شاعر وكاتب ومسرحى مصرى من أصل حضرمى، ولد فى إندونيسيا فى 21 ديسمبر 1910، ورحل عن عالمنا فى مثل هذا اليوم، 10 نوفمبر لعام 1969، وقد ألف العديد من المسرحيات الملحمية الشعرية والنثرية أشهرها ملحمة عمر بن الخطاب، والروايات التاريخية أشهرها "وإسلاماه"، و"الثائر الأحمر"، كما ترجم أعمالا من أشهرها مسرحية "روميو وجولييت"، وخلال مسيرته الأدبية والمهنية حصل على العديد من الجوائز منها جائزة الدولة التقديرية الأولى مناصفة مع نجيب محفوظ .
تزوج على أحمد باكثير فى مصر عام 1943م من سيدة مصرية لها ابنة من زوج سابق، وقد تربت الابنة فى كنف باكثير الذى لم يرزق بأطفال، وحصل على الجنسية المصرية بموجب مرسوم ملكى فى 22 أغسطس 1951 م، وسلمها له بنفسه فؤاد سراج الدين الذى كان يشغل منصب وزير الداخلية في ذلك اليوم.
وعلى غرار على أحمد باكثير، الذى عاش فى القاهرة، سارت شاعرة العراق على الدرب نفسه، واتخذت من النيل رفيقا لها منذ أن جاءت إلى القاهرة فى عام 1996، وحتى رحليها عام 2007، ودفنت فى رمالها.
يقول كتاب نازك الملائكة لـ هانى الخير، "النيل كان ملاذها الأخير.. حطت رحالها ذات صيف من عام 1996 وبقيت تناجيه ويناجيها حتى غادرت دار الفناء، وشاء القدر أن يوارى جثمانها الثرى على بعد عدة كيلو مترات من هذا النهر الخالد. وتنام الشاعرة نومتها الأبدية فى مدافن 6 كتوبر، عند قبر زوجها المرحوم الدكتور عبد الهادى محبوبة، كما أوصت أن تنام، بعد أن استبدت بها العزلة حينما فارقها الزوج الحبيب، فعاشت بعده سبع سنوات رافضة لقاء أى أحد إلا بعض أفراد عائلتها".
أيضا، هناك الشاعر اليوناني الشهير قسطنطين كفافيس، الذى يعد من أهم الشخصيات ليس فقط في الشعر اليوناني، ولكن في الشعر الغربي ككل، والذى ولد في الإسكندرية، لأبوين يونانيين نشأوا من المجتمع اليوناني في القسطنطينية، وتم تعميده في الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية.
كان والده بيتروس والده مستوردًا ومصدرًا مزدهرًا عاش في إنجلترا في سنوات سابقة وحصل على الجنسية البريطانية، وبعد وفاة والده عام 1870، استقر كفافيس وعائلته لفترة في ليفربول وفي عام 1876، واجهت عائلته مشاكل مالية بسبب الكساد الطويل عام 1873، لذا بحلول عام 1877، كان عليهم العودة إلى الإسكندرية.
وفى سيرته الذاتية، قال كفافيس: "أنا من القسطنطينية بالنسب، لكنني ولدت في الإسكندرية - في منزل في شارع الصرفة. تركت صغيراً، وقضيت الكثير من طفولتي في إنجلترا. بعد ذلك قمت بزيارة هذا البلد كشخص بالغ، ولكن لفترة قصيرة من الزمن. لقد عشت أيضًا في فرنسا. خلال فترة مراهقتي، عشت أكثر من عامين في القسطنطينية. لقد مرت سنوات عديدة منذ آخر زيارة لي لليونان. كانت وظيفتي الأخيرة كموظف في مكتب حكومي تابع لوزارة الأشغال العامة في مصر. أعرف الإنجليزية والفرنسية والقليل من الإيطالية".