تمر اليوم الذكرى الـ 174 على وفاة إبراهيم باشا، الإبن الأكبر لوالي مصر محمد علي باشا، وذلك في 10 نوفمبر عام 1848 الذى نصب كقائم على العرش نيابة عن أبيه من 2 مارس حتى 10 نوفمبر 1848 ميلادية كما قاد حملة عسكرية ضخمة على وسط الجزيرة العربية.
لم يستمر حكم إبراهيم باشا علي مصر سوى 9 أشهر فقط، حيث كان وصيا على والده المريض، وفي ذات العام الذي تولى فيه الحكم عام 1848م كان عام وفاته، وهو نفس العام الذي أصدر فيه الأطباء تقريرهم بحالة والده محمد على باشا، ويكشف جيلبرت سينوية في كتابه الفرعون الصغير أن إبراهيم باشا كان مريضا أيضا، فقد كان مصابا بالسل الدرني، وقد انهكته الحروب.
كان إبراهيم باشا يسكنه الرعب من طفولته من أبيه، فقد وصف نوبار باشا في مذكراته أن هذه المخاوف لم تكن متواجدة سوى في رأس إبراهيم، وبأنها في روحه الضعيفة والمنهكة بسبب مرضه الذي جعله يستقر في القلعة، والذي جعله يرسل لطبيبه المعالج يذكره بوعده أنه سيزوره في يوم من الأيام، ولكن في 10 من نوفمبر عام 1848م كان مرضه قد بلغ ذروته.
وفى منتصف الليل يوم الرحيل، وكان هناك 6 أشخاص حول سريره، ابنه مصطفى ونوبار وأخيه، والقبطان باي وطبيبين، وقد جال إبراهيم باشا بناظريه للحضور، وعند رؤية ابنه مصطفى أغمض عينيه، كأن رؤيته جرحته، نظر إلى القبطان باي، ومنه إلى نوبار، وبناء على نصائح الطبيبن انسحبوا تاركين المنتصر في معركته الأخيرة، مع أخته ونساء البيت، وعند الساعة الثانية صباحا انطلقت صرخات قوية تعلن النهاية للقائد العظيم، وبينما كانت مصر ترقب موت محمد علي باشا، وصل خبر موت ابنه الذي سطر وقائع حربية لن ينساها التاريخ، تحمل عناوين النصر، والحرية لمصر.