فى أمسية شعرية أطرب الشاعر الإماراتي سعيد بن دري الفلاحي، جمهور الشعر النبطي في قاعة الاحتفالات بمركز إكسبو الشارقة، ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب في نسخته الـ 41، الذي ينظم تحت شعار "كلمة للعالم"، ويستمر حتى 13 نوفمبر الجاري، حيث قرأ مجموعة من القصائد تنوعت في طابعها وسياقها ولونها الشعري، وحظيت باستحسان من جمهور الشعر الذي حضر هذه الأمسية، والتي أدارها الإعلامي حسين العامري.
هذه الفعالية الثقافية التي نظمتها هيئة الشارقة للكتاب، ضمن فعاليات الشعر في المعرض، افتتحها سعيد بن دري الفلاحي بأبيات افتتاحية ثمن فيها معرض الشارقة الدولي للكتاب، وهذه التظاهرة الدولية الخلاقة، ودورها العريق كمنصة للثقافة والسلام، مقدماً مدائح تليق بها، حيث قال:
مهرجان الشارقة كنز وذهب
يا عميد في الثقافة والسلام
لينشد مجموعة من القصائد تنوعت في مبناها ومعناها، وتغنت بقيم المحبة، وحملت ذلك النفس الذي تميز به شعر بن دري الفلاحي، وهو يراوح بين الهوى وروح الحكمة، من خلال مفرداته الشعبية القوية السبك، حيث أنشد «الهوى له فن»: وقال فيها:
الهوى له فن وسلوم وطرايق
والمحبة تحترم من يحترمها
انشدو لي حلوها والمر ذايق
المحبه تتعب اللي مافهمها
خذت لي مشوار في كشف الحقايق
والحياه افراحها ويا ندمها
والا انا لي صاحب زد الخلايق
مهجتي ماخذ وروحي مع نسمها
لاق لي شخصه وانا له شخص لايق
كما قرأ مجموعة من أشعاره الغزلية بطلب من الجمهور، كما تخلل اللقاء بعض الأحاديث الشيقة بين المحاور والشاعر، فصلت بين مساحات الإلقاء الشعري، وقد نوع بن دري الفلاح من الأشعار التي قرأها خلال الأمسية، ومن ذلك مجاراته الشعرية مع شعراء كبار، وتوقفه أحياناً يفكر في معنى شعري لفترة طويلة، وأثر الشعر في حياته وحضور القصيدة، ومما قرأ في هذه الفسحة الأدبية في رحاب الكتاب:
يا رجا قلبي ومطلوبي وشفّي
يا امل دنياي في العمر وسنينه
انت اغلى انسان في طيّة ملفي
وكل غالي فرق ما بينك وبينه
وفى لقاء أخر جمع الدكتور خالد غطاس ومضات من وحي تجاربه على وسائل التواصل الاجتماعي، ضمن فعاليات الدورة الـ41 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، وأدارها الإعلامي حسين الشيخ، حيث أكد غطاس أنه يسعى إلى خطاب المجتمع ككل، ناصحاً بأن نعالج مشكلاتنا الاجتماعية من جذورها وأسبابها، دون التركيز إلى أعراضها، تماماً كالأمراض الجسدية.
وفي جلسة "ببراءتك وبطيبتك وبهويتك" التي حظيت بإقبال جماهيري كبير من قبل متابعي غطاس، أكد أنه منذ بداياته في خطاب الجمهور وهو لا يقتنع بأن مجتمعاتنا وحضارتنا وثقافتنا العربية هي ما نراه سائداً على وسائل التواصل الاجتماعي، وهذا ما جعله يسعى إلى أن يكون جزءاً من جهود التوعية في محاولات مستمرة لبناء الأفكار الواعية في أعماق الناس.
وأشار الدكتور غطاس إلى إيمانه العميق بأن الناس تميل إلى سماع الرسائل الراقية، وهي إشارة أمل بمستقبلنا، ومن هنا فإنه يعمل على إضاءة الأسئلة والتركيز عليها، لأنه يعتقد أن إثارة الأسئلة أولى من طرح الإجابات، لأن السؤال يفتح باب المعرفة، عكس الجواب، الذي يغلق باب المعرفة، وأن مهمته فتح أذهان الناس من أجل أن يكونوا مؤهلين لاستنتاج الإجابات بلمحة أو ومضة يقدحها أمامهم.
وأكد غطاس أنه يتعاطى في خطابه مع المنظومة العامة للمجتمع، ويسعى إلى علاج الأمراض المتأصلة، ولا يلتفت إلى المشكلات العرضية، لافتاً أن الأمراض الاجتماعية هي كالجسدية تماماً، لها مسببات أصلية ولها أعراض جانبية، ومن الخطأ أن نعالج أعراض المرض ونترك المسببات.
ولفت الدكتور غطاس إلى اعتقاده بأن هناك أشياء يجب أن ينخرط الإنسان بصدق في التفاعل معها، وأن كل إنسان مسؤول عن إحداث تغيير ما، صغيراً كان هذا التغيير أم كبيراً، ولكن لا بد من التغيير، ووجود الإنسان في هذه الحياة يعني أنه قادر على الفعل والتفاعل معها، لذلك فإن علينا إشعار الناس بفاعليتهم وأهميتهم من خلال تحميلهم المسؤولية، وتصحيح مسار الحياة إلى الأفضل هو مسؤولية جماعية ينبغي على كل واحد أن يأخذ حظه منه.
وأشار غطاس إلى أنه لا يطرح نفسه في المجتمع على أنه طبيب أو مرشد نفسي، ولكنه يسعى إلى زرع بذور التغيير في المجتمع من خلال رسائله التي يبثها عبر منصات التواصل الاجتماعي. وحول تجربته في التأليف، نوه إلى أن فكرة كتابة الكتاب هي فكرة الهوية التي يمكن أن يتمكن من خلالها الكاتب بأن يصنعها لنفسه بين الجمهور، وأن أسعد لحظات حياته عندما يرى أنه صنع معنى في حياة الآخرين.
واحتفاءً بإيطاليا ضيف شرف الدورة الـ41 من "معرض الشارقة الدولي للكتاب"، استضافت فعاليات المعرض حفلاً موسيقياً كلاسيكياً أحيته "اللجنة الوطنية الإيطالية الموسيقية".
وقدم الثنائي الإيطالي، النجمان الصاعدان في المشهد الموسيقي الإيطالي جينارو كارداروبولي على الكمان، وفيورينزو باسكالوتشي على البيانو، خلال الحفل الموسيقي عدداً من المعزوفات الكلاسيكية التي تجمع دفء البيانو وحنين الكمان.
وجاءت استضافة الحفل الموسيقي خلال فعاليات دورة العام الجاري من المعرض، التي تقام في "مركز إكسبو الشارقة" تحت شعار "كلمة للعالم"، تجسيداً لرؤية المعرض في تعزيز التواصل والحوار الثقافي مع دول العالم، حيث تشكل الموسيقى لغة عالمية تتواصل من خلالها الثقافات والحضارات.
ويعد عازف الكمان الإيطالي جينارو كارداروبولي واحداً من أفضل المواهب الإيطالية الشابة، حيث نال جائزة "أفضل فنان شاب للعام 2022"، بعد إجماع لجنة التحكيم المؤلفة من 17 عضواً، وسبق له العزف في أوركسترا ساليرنو السيمفونية، وأوركسترا ميلانو، والأوركسترا السيمفونية الصقلية.
وحصل عازف البيانو الإيطالي فيورينزو باسكالوتشي على جائزة "جوزيبي سينوبولي" تقديراً لإنجازاته الفنية ومسيرته الموسيقية، وتسلم الجائزة شخصياً من قبل الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا خلال حفل رسمي في "قصر كويرينال" بالعاصمة روما.
وعن دور الأسرة في عصرٍ متغير الثقافات، الذى كان محور الندوة الثقافيّة التي استضافت عضوي المجلس الوطني الاتحادي، صابرين اليماحي، وعبيد الغول، تحت عنوان "التفاعل المجتمعي الواعي"، وذلك ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الـ 41، تحت شعار "كلمة للعالم"، وتستمر حتى 13 نوفمبر الجاري.
وأكد مشاركون في ندوة "التفاعل المجتمعي الواعي" ان التطور التكنولوجي والثورة المعلوماتيّة خلقت تحديات كبيرة أمام التفاعل الاجتماعي الواعي، وأصبح هناك تكريس لمبدأ الفردية من خلال عيش الفرد في عالم افتراضي منفصل عن عائلته، لذلك لا بدّ من إدارة الأسرة بذكاء، من خلال عدم التركيز فقط على العمل بل لا بد من تحقيق التوازن بينه وبين الحياة الأسريّة
كما أكدوا على ضرورة اتباع أسلوب الحوار في التعامل مع أفراد الأسرة، وتجنب العديد من الممارسات التي قد تقلل من الثقة بين أفراد الأسرة الواحدة، مثل التجسس على الأبناء أو التدخل الدائم في اختياراتهم بشكل صارخ، وكثرة الانتقاد واستخدام بعض الألفاظ والعبارات السلبية، وفي محصلة الأمر فإنّ الأسرة هي العامل الأول والأكثر أهمية في مسيرة خلق أسرة متماسكة وقادرة على إحداث التفاعل المجتمعي الواعي".