"HHhH" أو سفاح براغ.. رواية للكاتب الفرنسى لوران بينى، تعد هى روايته الأولى فى مسيرته الأدبية، والحائزة على جائزة الجونكور للرواية الأولى، فى عام 2010، وصدرت ترجمتها باللغة العربية، عن دار كلمات للنشر فى المملكة العربية السعودية، والتى نقلها إلى اللغة العربية المترجمة إكرام صغيرى.
فى هذه الرواية "HHhH" يستدعي الكاتب الفرنسي لوران بيني عملية أنثروبويد حين أرسل اثنين من المظليين التشيكوسلوفاكيين في مهمة جريئة من قبل لندن لاغتيال راينهارد هايدريش، رئيس المخابرات النازية، وتم تصفية "هايدريش" في وضح النهار وتغير مجرى التاريخ.
المعروف أن جميع الشخصيات في رواية HHhH حقيقية، وبالطبع فإن جميع الأحداث المذكورة فى هذه الرواية جرت على أرض الواقع، الأمر الذى يطرح سؤالا لا مفر منه، وهو: هل قاوم الروائى لوران بينى غريزة الإبداع واختلاق بعض الأمور داخل الرواية؟، على الرغم من أن الأحداث والشخصيات حقيقية، إلا أن الكاتب مزج فى هذه الرواية بين الوقائع التاريخية، والذاكرة والشخصية والسرد فتمكن من تقديم رؤية بانورامية للحرب العالمية الثانية، بل تأمل عميق في طبيعة الكتابة والتاريخ.
يشار إلى أن عملية الأنثروبويد هى الاسم الرمزي لعملية اغتيال قائد شوتزشتافل راينهارد هيدريش خلال الحرب العالمية الثانية. حمل راينهارد هيدريش رتبة أوبر غروبن فوهرر والجنرال دير بولزي كرئيس مكتب الأمن الرئيسي للرايخ، وهي الأجهزة الأمنية مجتمعة من ألمانيا النازية، والذي تولى منصب Reichsprotektor لمحمية بوهيميا ومورافيا.
كان هايدريش أحد أقوى الرجال في ألمانيا النازية وشخصية مهمة في صعود أدولف هتلر على السلطة؛ تم تكليفه بشكل عام بـ «الحل النهائي للقضية اليهودية» (المحرقة) في أوروبا. قام التشيكوسلوفاكيين بعملية للمساعدة في إضفاء الشرعية على حكومة إدوارد بينيش في المنفى في لندن، وكذلك للانتقام من حكم هيدريتش الوحشي.
نفذ العملية جنود من الجيش التشيكوسلوفاكي في المنفى، في براغ، في 27 مايو 1942، بعد الإعداد والتدريب من قبل البريطانيين في منظمة تنفيذ العمليات الخاصة وبموافقة من الحكومة التشيكوسلوفاكية في المنفى. توفي هيدريش في الهجوم، متأثرا بجراحه في 4 يونيو 1942. كان هذا هو الاغتيال الوحيد الذي ترعاه الحكومة لزعيم نازي بارز خلال الحرب العالمية الثانية. أدت وفاته إلى موجة من الأعمال الانتقامية على أيدي قوات الأمن الخاصة، بما في ذلك تدمير القرى والقتل الجماعي للمدنيين.
