يعتبر تحتمس الثالث سادس فراعنة الأسرة الثامنة عشر، أعظم حكام مصر وأحد أقوى الأباطرة في التاريخ، حيث أسس إمبراطورية مصرية حديثة في ذلك الوقت وظلت تلك الأمبراطورية حتى نحو عام 1070 قبل الميلاد حتى عهد رمسيس الحادي عشر.
ويلقب تحتمس الثالث بأبو الامبراطوريات وكذلك يُلقب باسم أول إمبراطور في التاريخ إذ يعتبر من العبقريات الفذة في تاريخ العسكرية على مر العصور، وتدرس خططه العسكرية في العديد من الكليات والمعاهد العسكرية في جميع أنحاء العالم وهو أول من قام بتقسيم الجيش إلى قلب وجناحين، وقد استعانت الإمبراطورية البريطانية بالعديد من خططه في معاركها، خاصة في معاركها ضد الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى.
ويؤكد كتاب "الفراعنة المحاربون.. دبلوماسيون وعسكريون" للدكتور حسين عبد البصير، إن تحتمس الثالث ظل فى الظل فترة طويلة إلى أن تم غياب أو إقصاء الملكة حتشبسوت عن المشهد السياسى فى البلاد، وخرج الأسد من عرينه لتظهر لنا شخصية الملك تحتمس الثالث الأسطورية مسجلاً مجد مصر العسكرى المدون بأحرف من نور وإعزاز فى كل كليات وأكاديميات العالم العسكرية.
وقد نقش "تحتمس الثالث" منظر تتويجه ملكا لمصر على جدران معبد الكرنك في حفلٍ رائعٍ مثل بوصف تمثيلي تتضاءل أمامه تلك القصص الخيالية التي نقرؤها أو نشاهدها على الشاشة البيضاء وفقا لموسوعة مصر القديمة لسليم حسن.
ووفقا للموسوعة تعد موقعة «مجدو» التي حارب فيها تحتمس الثالث جيوش الحلف السوري بإمرة حاكم قادش أول معركة حربية في تاريخ العالم القديم قد بقي عنها تفصيلات تُذكَر؛ ويرجع الفضل في ذلك إلى اليوميات التي خلفها تحتمس الثالث على أحد جدران معبد الكرنك، فقد جرَتِ العادة على ما يظهر في الجيش المصري في عهد الإمبراطورية أن تدون يوميات عن سير القتال في أثناء الحملات التي كان يقوم بها الفرعون.