تمر اليوم الذكرى الـ87 على اندلاع انتفاضة شعبية في مصر ضد الاحتلال البريطاني التي يرأسها محمد توفيق نسيم باشا وذلك بعد خمسة سنوات من قيام حكومة إسماعيل صدقي بإلغاء "دستور 1923" الذي كان يضمن قدر كبير من السلطة للشعب وأصدرت بدلًا منه "دستور 1930" الذي منح الملك سلطات في تعيين وعزل الحكومات، والمعروفة بأحداث كوبرى عباس.
حين تولّت وزارة نسيم في 14 نوفمبر 1934م استصدرت أمرًا ملكيًا بإبطال العمل بدستور 1930، إلى أن يوضع نظام دستوري جديد يحل محل دستوري 1923م و 1930م، وفي 9 نوفمبر 1935 وفي قاعة "الجولدن هول" بلندن، ألقى السير صمويل هور، وزير الخارجية البريطاني، تصريحًا أثار الشارع المصري ومثّل الفتيل الأول في اندلاع مظاهرات كوبري عباس الأولى في مثل هذا اليوم 13 نوفمبر 1935م حيث صرح هور بأن دستور 1923م غير صالح للعمل به، في مصر وأن دستور 1930م ضد رغبة الأمة بالإجماع، والتهبت المشاعر بسبب هذا التصريح الذي تزامن مع الاحتفال بعيد الجهاد في 13 نوفمبر فتحوّل الاحتفال بهذا العيد إلى مظاهرات عارمة تندد بتصريح هور وتنادي بسقوط الحكومة.
اختلطت في الوعي الشعبي أحداث كوبري عباس في عهد النقراشي في شباط (فبراير) 1946 بما جرى في المكان نفسه من تظاهرات عام 1935 في عهد وزارة توفيق نسيم الثالثة، ولهذه الأسباب مجتمعة، أصبحت أحداث كوبري عباس أقرب إلى الأسطورة منها إلى الحقيقة التاريخية.
شكك إبراهيم عيسى، فى الواقعة، حيث أكد أن البعض دائمًا ما يتحدث أن كوبرى عباس فُتح على الطلاب وغرقوا فى النيل، لكن السينما مسئولة على ترويج مثل هذه الأسطورة، وتابع: "ليس حقيقًا ولم يحدث فى أى يوم من الأيام أن وقع هذا الأمر، ومفيش كوبرى اتفتح على طلاب لا من خلال حكومة مصرية ولا قوات احتلال".
وأكد إبراهيم عيسى: "الموضوع جاء من الشغف الشديد من الكفاح ضد الإنجليز والاحتلال، ولا يجب أن يكون كل هدف سامى يستدعى خلق أكذوبة، والكوبرى متفتحش فى مواجهة الطلبة".
وقال: "طلبة جامعة القاهرة (جامعة فؤاد) فى تلك الفترة، خرجوا فى مظاهرات كبيرة وإثر تلك المظاهرات لم يسقط ضحايا أبدًا كما قيل نتيجة الغرق فى كوبرى عباس".
واستطرد: "كوبرى عباس كان مفتوحًا خاصة كلية الهندسة للذهاب لمقر الحكومة والبرلمان، ولازم يعدوا على كوبرى عباس، وطلبة الهندسة قرروا يقفلوه رغم أنه كانوا فاتحينه".
وتابع: "توجه الطلبة لمكان الكابينة المسئولة عن آلات فتح وقفل الكوبرى، لكن العمال منعوهم ولم يفلحوا فى قفل كوبرى عباس".