بدأ المرممون فى مدينة فلورنسا الإيطالية مشروعًا مدته 6 أشهر لتنظيف وكشف النقاب رقميًا عن لوحة زيتية تجسد امرأة شبه عارية خاضعة للرقابة منذ فترة طويلة رسمتها أرتيميسا جنتلسكى، والتى تعد واحدة من أبرز النساء فى تاريخ الفن الإيطالى.
وحسبما نشرت صحيفة "The guardian"، لاقت جنتلسكى رواجا متجددا فى عصر حملة "Me Too"، التى تستنكر وتدين الاعتداء والتحرش الجنسى، وتصور لوحتها، "رمزية الميل"، أنثى عارية بالحجم الطبيعى، يعتقد أنها صورة ذاتية لها، وقد غطيت بستائر وأغطية دائرية بعد حوالى 70 عامًا من قيام جنتلسكى برسمها عام 1616.
بدورها، قالت ليندا فالكون، منسقة مشروعArtemisia Up Close: "من خلالها، يمكننا التحدث عن مدى أهمية استعادة العمل الفنى، ومدى أهمية إعادة قصص النساء إلى الواجهة"، وقد تم تكليفAllegory of Inclinationفى الأصل لمنزل عائلة مايكل أنجلو بوناروتى الأصغر، ابن شقيق الفنان الشهير، وأصبح المبنى فيما بعد متحفCasa Buonaroti، وعرضت اللوحة حتى وقت قريب على السقف فى إطار مذهّب.
عندما أزالت إليزابيث ويك، المسؤولة الرئيسية فى مجال الترميم، اللوحة فى أواخر سبتمبر الماضى، اندلع غبار عمره 400 عام، ويستخدم فريق الترميم التابع لـ Wick الضوء فوق البنفسجى والتصوير التشخيصى والأشعة السينية لتمييز ضربات فرشاة Gentileschi عن تلك الخاصة بالفنان الذى غطى العرى، حيث يمكن للجمهور مشاهدة المشروع الجارى فى المتحف.
ويقول التقرير "لن يتمكن المرممون من إزالة الستائر بسبب خطر إتلاف اللوحة الموجودة تحتها، لكنهم سيقومون بدلًا من ذلك بعمل نسخة رقمية من النسخة الأصلية، والتى ستعرض ابتداء من سبتمبر 2023".
ووصلت "جنتلسكى" إلى فلورنسا بعد فترة وجيزة من محاكمة مغتصبها فى روما، والتى أُجبرت خلالها الفتاة البالغة من العمر 17 عامًا، على الإدلاء بشهادتها بالحبال المقيدة حول أصابعها والتى تم تشديدها تدريجياً فى اختبار لصدقها، كما كان عليها أن تخضع لفحص جسدى فى قاعة المحكمة خلف ستارة للتأكد من أنها لم تعد عذراء، وفى النهاية أدين مغتصبها وحُكم عليه بالسجن ثمانية أشهر.
من جانبها، قالت ويك: "كان من الممكن أن يسحق شخص آخر بهذه التجربة، لكن الأرطماسيا ترتد إلى الوراء وتأتى إلى فلورنسا.. حصلت على هذه العمولة الرائعة لرسم شخصية عارية كاملة الطول لسقف كازا بوناروتي.. لذا، أعتقد أنها تقول للناس، هذا ما يمكننى فعله".