تحل اليوم ذكرة وفاة على باشا مبارك الذى رحل عن دنيانا في 14 نوفمبر من عام 1893 بعد مسيرة حافلة بالكفاح وقد تولى في حياته ثلاثة وزارات هى الأوقاف والموارد المائية والتربية والتعليم كما جمع بينهم في بعض المراحل.
وقد بدأت رحلته مع هذا النوع من المسؤوليات عندما تولى الخديوي إسماعيل الحكم عام 1863 وكان قد زامل علي مبارك في إحدى البعثات إلى فرنسا وهى المسماة بعضة الأنجال، فاستدعاه فور جلوسه على عرش البلاد، وألحقه بحاشيته، وعهد إليه قيادة مشروعه المعماري العمراني، بإعادة تنظيم القاهرة على نمط حديث: بشق الشوارع الواسعة، وإنشاء الميادين، وإقامة المباني والعمائر العثمانية الجديدة، وإمداد القاهرة بالمياه وإضاءتها بالغاز، ولا يزال هذا التخطيط باقيًا حتى الآن في وسط القاهرة، شاهدا على براعة علي مبارك وحسن تخطيطه.
أسند إليه إلى جانب ذلك نظارة القناطر الخيرية ليحل مشكلاتها، فنجح في ذلك وتدفقت المياه إلى فرع النيل الشرقي لتحيي أرضه وزراعاته، فكافأه الخديوي ومنحه 300 فدان، ثم عهد الخديوي إليه بتمثيل مصر في النزاع الذي اشتعل بين الحكومة المصرية وشركة قناة السويس فنجح في فض النزاع؛ الأمر الذي استحق عليه أن يكرم من العاهلين: المصري والفرنسي فعهد اليه بنظارة المدارس، مع بقائه ناظرًا على القناطر الخيرية.
وفي أثناء ذلك أصدر لائحة لإصلاح التعليم عُرفت بلائحة رجب سنة 1868 ثم ضم إليه الخديوي ديوان الأشغال العمومية، وإدارة السكك الحديدية ونظارة عموم الأوقاف والإشراف على الاحتفال بافتتاح قناة السويس.
ومع ظهور الوزارات كمؤسسات هامة في حكم البلاد سنة 1878 تولى علي مبارك ثلاث وزارات: اثنتين منها بالأصالة، هما الأوقاف والمعارف، والثالثة هي الأشغال العمومية.
من أعماله أيضا ترجمته لكتاب تحت عنوان "تاريخ العرب" من الفرنسية إلى العربية بحكم إتقانه اللغة الفرنسية، وهذا الكتاب من المصادر الهامة في التاريخ، كما أنشأ كلية دار العلوم كما أصدر مجلة روضة المدارس لإحياء الآداب العربية، ونشر المعارف الحديثة.