تمر اليوم الذكرى الـ 103 على رحيل الزعيم محمد فريد، إذ رحل في 15 نوفمبر عام 1919، وهو سياسى وصحفى ومحام من الحركة الوطنية المصرية، ولد في يناير 1868 التحق بمدرسة الحقوق ثم عمل محاميا بجانب دورة كمؤرخ، أحدث طفرات كبيرة في الحراك السياسى والمجتمعى في مصر وكان أول من أنشأ نقابة للعمال في مصر عام 1909.
ولد لأسرة ثرية وأوقف ثروته لخدمة النضال الوطنى المصرى والتحرر من الاحتلال الإنجليزى، أحد كبار الزعماء الوطنيين المصريين أوائل القرن العشرين، عمل على نشر التعليم بين أفراد الأمة المصرية، وأنشأ مدارس ليلية في الأحياء الشعبية بالقاهرة والأقاليم لتعليم الفقراء مجانا.
كان فريد واحداً من أبرز المُثقفين الشغوفين بالفِكر والنضال الثوري، وتجسّدت ميوله الفكرية والثقافية في مجموعة من مؤلفاته ككتاب «من مصر إلى مصر»، وكتاب «تاريخ الدولة العلية العثمانية»، وكتاب «تاريخ الرومانيين» وغيرها من الكتب، إضافةً إلى ذلك ساهم في إنشاء جريدة «اللواء» وأيضًا أنشأ مع مجموعة من أصدقائه مجلة علمية سميت ﺑ «الموسوعة». وبالإضافة إلى نضاله الفكري التنويري؛ كان فريد معروف على نطاق أوسع بنضاله الحركي الوطني، حيث كان يناضل لأجل الوطن وحريته في الداخل والخارج. حيث كان دائم الحديث والإعلان عن أن مطالب مصر هي: الجلاء والدستور.
تعرض محمد فريد للسجن 6 أشهر بموجب قانون المطبوعات، حيث كتب مقدمة لديوان شعر بعنوان "أثر الشعر في تربية الأمم"، تم نفيه خارج البلاد عام 1912 إلا أنه لم يتوقف عن دفاعه عن حقوق الأمة المصرية في الخارج كما حدث في مؤتمر السلام في جنيف عام 1912 ولاهاى عام 1913 .
وضع فريد أساس حركة النقابات في مصر؛ فأنشأ أول نقابة للعمال عام 1909. ودعا إلى وضع تشريع للعمال يراعي مصالحهم، ويرفع عنهم البؤس والجهل والإرهاق. وأسس أول اتحاد تجارى في عام 1909 ودعا إلى مقاطعة الحكومة. عرفت مصر علي يديه المظاهرات الشعبية المنظمة – كان يدعو إليها – حيث كان باستطاعته الحشد إليها، وتعبئة الناس نحو مطلب واحد؛ كما حدث عندما طالب القصر والحكومة بوضع دستور لمصر.
توفى الزعيم في 15 نوفمبر 1919 في برلين بعدما انفق ثروته على دعم النضال الوطنى والتحرر من الاستعمار، ونجح الحاج خليل عفيفى وهو تاجر مصري في نقل جثمان الزعيم محمد فريد من المانيا إلى مصر بعد جهود إجراءات معقدة، وصل الجثمان إلى الإسكندرية في يونيو 1920 وأقيمت له جنازة شعبية كبيرة،