بعد أن منحت أوروجواى شرف أن تكون أول بلد ينظم كأس العالم، اتفق جول ريميه مع بقية ممثلى فيفا على أن تلعب كل بطولة على جائزة تصبح ملكا للدولة الفائزة طيلة أربع سنوات، أى حتى موعد النسخة التالية.
كما تقرر أيضا أن تحتفظ الدولة التى تفوز بالمونديال ثلاث مرات بهذه الجائزة إلى الأبد، وطلب ريميه من النحات الفرنسى أبيل لافلور أن يصمم الجائزة، فقدم كأسا على هيئة إلهة النصرالإغريقية نايك بيدين ممدوتين.
يخبرنا كتاب "أغرب الحكايات فى تاريخ المونديال" وهو من إعداد لوثيانو بيرنيكى، والذى نقله إلى اللغة العربية المترجم المصرى محمد الفولى، والصادر عن دار مسعى للنشر، أن الكأس صنعت من الذهب الخالص ثمانية عشر قيراطا، ارتفاعها خمسة وخمسون سنتيمترا ووزنها أربعة كليوجرامات بتكلفة تقدر بخمسين ألف فرانك سويسرى، ووضعت فى صورتها النهائية فوق قاعدة من الأحجار شبه الكريمة.
كانت الكأس، التى تنافست عليها المنتخبات المشاركة تسع مرات إلى أن استحوذت عليها البرازيل بصورة نهائية بعد تتويجها بمونديال المكسيك عام 197، شاهدة على العديد من المواقف الأكثر طرافة، ففى نسخة 1938، بعد انتصار إيطاليا على تشيكوسلوفاكيا فى نهائى مونديال فرنسا، حفظت داخل قبو شددت عليه الحراسة داخل أحد مصارف روما، وبعد اندلاع الحرب العالمية الثانية أخرج نائب رئيس الاتحاد الإيطالي أوتورينو باراسى الكأس من الهيئة المصرفية وأخفاها أسفل فراشه داخل صندوق أحذية خوفا من أن يحصل عليها الألمان الذين غزوا شبه الجزيرة.
يقال أن عددا من عملاء "إس إس" - وهى منظمة عسكرية كانت تتبع الحزب النازي، ومهمتها الأساسية حماية أدولف هتلر - وقفوا على باب منزل باراسى بمديان أدريانا فى روما لسرقة الكأس، ففتش الضباط المنزل لكنهم لم يعثروا على الكأس فتلا باراسى بعد رحيلهم صلاة "آبانا الذى فى السموات"، وبعد ذلك بعد سنوات سلمها بنفسه إلى مسئولين من فيفا فى لوكسمبورغ.