يفتتح منتخب فرنسا بطل العالم مشواره في منافسات مونديال قطر 2022 مساء اليوم الثلاثاء بمواجهة أستراليا، بملعب استاد الجنوب بالجولة الأولى لدور المجموعات، يقع في المجموعة ذاتها منتخبا الدنمارك وتونس.
وبعيدا عن المواجهة الكروية بين أستراليا وفرنسا المرشحة بقوة للفوز بالبطولة، ترتبط أستراليا بتاريخ كبير مع الاستعمار الأوروبى، خاصة الهولندي والبريطانى.
كان البحار والمستكشف الهولندي وليام جانزون، أول أوروبي يصل إلى أستراليا، وذلك خلال رحلته الشهيرة ما بين عامي 1605 و1606، ليعلن بداية الرحلات الاستكشافية والتوسعية الهولندية بها، وخلال بقية القرن السابع عشر، قاد عشرات المستكشفين الهولنديين رحلات جريئة نحو السواحل الغربية والجنوبية لأستراليا، والتي باتت تعرف حينها بهولندا الجديدة.
وما بين سنتي 1768 و1771، قاد المستكشف الإنجليزي جيمس كوك رحلة علمية واستكشافية انتهت بإعلان ملكية بريطانيا للسواحل الشرقية لأستراليا يوم 22 من شهر أغسطس سنة 1770 وظهور ما يعرف بمنطقة نيوساوث ويلز.
وعلى الرغم من حلولهم بشكل مبكر بأستراليا، لم تتجه هولندا لإنشاء مستعمرات بهذه الأراضي حيث تخلت الحكومة الهولندية عن هذه الفكرة منذ البداية. وفي مقابل ذلك، سعى الإنجليز إلى توسيع نفوذهم ليمتد نحو ممتلكاتهم بأستراليا. وبناء على ذلك، حاولت بريطانيا إنشاء عدد من المستعمرات بهذه الأراضي ذات المناخ الرديء.
كانت الحكومة البريطانية مدفوعـة بعدة أسباب لترحيل السجناء المنفيين إلى أستراليا؛ فأستراليا بلد بعيد لا يمكن لأولئك السجناء الهرب منه، كما أنها كانت البديل لأمريكا، وربما كانت بريطانيا مدفوعة أيضًا بالعامل التجاري، وبهدف توسيع إمبراطوريتها، خاصة بعد فقدانها لمستعمراتها الأمريكية. وقد اتبع حكام أستراليا سياستين مختلفتين تجاه أولئك السجناء، وكان لكل سياسة أنصارها، وهما: سياسة إبقاء السجناء المنفيين قوة عاملة رخيصة، تعمل في المزارع والمراعي، وسياسة تحريرهم ومنحهم الأراضي، وجعلهم مواطنين محررين. لكن سرعان ما قامت معارضة قوية في بريطانيا، وفي المستعمرات لسياسة نفي السجناء هذه، واعتبرها الكثيرون بمثابة معاقبة الجريمة بجريمة أخرى، وتزايدت المعارضة لها حتى أوقفت هذه السياسة في 1850 م.