من المعروف أن شخصية الإنسان تتأثر بالظروف البيئية التى يعيش فيها، وقد يكون الفقر سببا فى أن يكتشف الإنسان ذاته ويعمل على تكوين ملامحها، وهذا ما حدث مع الكاتب الشهير جاك لندن، وفى خلال السطور التالية سوف نبرز المراحل المهمة التى مر بها الكاتب الأمريكى الراحل.
وتمر اليوم ذكرى وفاة "جاك لندن" الذى توفى عام 22 نوفمبر لعام 1916، وهو من مواليد سنة 1876 وبدأ حياته ككاتب من خلال مسابقة قصصية فى إحدى الصحف وحصل على الجائزة الأولى، عانى خلال مراهقته وشبابه من الفقر فلم يكن قادرًا على نشر قصصه لذلك عمل فى العديد من الأعمال.
لم تكن طفولة جاك سهلة، حيث كان يعمل فى صغره بمهنٍ شتى لتأمين حياته مثل مناجم الفحم والسفن، وخلال أوقات فراغه كان يزور المكتبات ويستمتع بقراءة الروايات وكتب الأسفار.
بدأت حياته ككاتب عام 1893، عندما كاد إعصار بحرى أن يقضى على جاك وطاقم السفينة المبحر على متنها، وبعد عودته إلى البيت، أخبر والدته بالقصة والتى دفعته للتقدم إلى مسابقة قصص كانت قد قرأت عنها فى إحدى الصحف، ورغم أنه لم يتجاوز الصف الثامن فى مدرسته، تمكن من حصد الجائزة الأولى متفوقًا على طلاب جامعات من ستانفورد وبيركلي.
بالنسبة لجاك لندن كانت هذه المسابقة بمثابة انطلاقةٍ له، فقد أراد متابعة كتابة القصص القصيرة ولكنّه وجد صعوبةً فى إيجاد ممولين له، فعاد إلى كاليفورنيا ليسجل فى جامعة بيركلى قبل أن يذهب إلى كندا فى الفترة التى كان فيها الناس ينقبون عن الذهب، وذلك بحثًا عن المال لينشر قصصه.
مع وصوله لعمر ال22 لم يتمكن لندن من جمع الكثير من المال، فعاد إلى كاليفورنيا وهو مصر على أن يكون كاتب قصص مدفوعًا بالتجارب التى عاشها فى يوكون فى كندا، كما أن فقره ومخالطته للرجال والنساء الباحثين عن الذهب بيأس جعله يعتنق الاشتراكية.
بدأ لندن ينشر فى Overland Monthly عام 1899، ومنذ ذلك الحين قرر أن يحسن نفسه وأسلوبه بأن يكتب ألف كلمة يوميًا، ولامس الكاتب بداية الشهرة عام 1903 من خلال رواية The Call of the Wild التى تتحدث عن حياة كلب فى يوكون، وفى خلال آخر 16 عامًا من حياة جاك نشر 50 كتابًا منها The People of the Abyss والذى انتقد فيه الرأسمالية و White Fang الذى تحدث عن قصة ذئب يتم تدجينه وJohn Barleycorn الذى كانت عن قصة صراع مع الكحول.