تلتقى فرنسا الآن مع الدنمارك في مباريات الجولة الثانية من مباريات بطولة كأس العالم وهنا نتعرف على الجانب الثقافى لفرنسا بداية من الاسم ومدى علاقته بلفظة الفرنجة فالاسم مشتق من كلمة "فرانك" أى فرنجة وهو شعب جرماني جاء من الشمال ليستقر في فَرنسا، وقد استُعملت هذه الكلمة بعد سقوط روما لغاية العصور الوسطى للدلالة على البلاد التي فيها فَرنسا حاليا، بتتويج هيو كابيت ملك الفرنجة أشير إليها بمملكة فرانسيا، ثم رسميا فَرنسا في عهد فيليب أغسطس، ولا تزال معروفة فَرنسا لليوم.
كان الفنانون الفرنسيون منذ العصور الوسطى ومنهم المعماريون ومؤلفو الموسيقى والأدباء من بين قادة الثقافة في أوروبا، وخلال حقب التاريخ المختلفة استخدم الطراز الفرنسي في الرسم والموسيقى والمسرح وأشكال فنية أخرى نموذجا في البلاد الأوروبية الأخرى.
تظهر أشهر الأعمال الفنية للقرون الوسطى في الكاتدرائيات القوطية التي بنيت في الفترة بين أواسط القرن الثاني عشر والقرن الرابع عشر الميلاديين وأكبر مثال لذلك كاتدرائية نوتردام في باريس وكاتدرائيات أخرى في مدن فرنسية عديدة، كما نجد الشعر من الفنون المهمة للأدب في تلك الفترة وكان هناك شعراء موسيقيون كتبوا أغاني الغزل باللهجة البروفانسية لجنوبي فرنسا.
أما عصر النهضة فكان من أكثر المراحل الثقافية أهمية وقد وصلت حركة الثقافة إلى ذروتها في القرنين الخامس عشر والسادس عشر الميلاديين، حيث ظهر فرانسوا رابيليه أكبر كاتب قصصي فرنسي في عصر النهضة الفرنسية وحاول سبعة من الشعراء الفرنسيين وضع نمط جديد من الشعر الفرنسي على غرار النماذج اليونانية والرومانية القديمة وكان مونتان آخر الأدباء الكبار لتلك المرحلة، وقد ظهر أسلوب المقالة الشخصية بوصفه شكلاً من أشكال الأدب، وظهر فنانون ابتدعوا أسلوبي الباروكي والروكوكو في الفن أمثال: جان بابتست لولي وجين فيليب رامو الذين اشتهرا في فن الأوبرا ونبغ فرانسوا كوبرين وغيره في التأليف الموسيقي وساهم شعراء كلاسيكيون وأدباء كثيرون في المأساة (التراجيديا) والملهاة (الكوميديا) من أهمهم موليير وراسين وظهر في الفلسفة رينيه ديكارت.
ذاعت في القرنين السابع عشر والثامن عشر الميلاديين مرحلة ما يسمى بعصر العقل أو التنوير التي اتسمت بإنجازات فكرية وساد خلالهما الأدب الفلسفي وركز أدباء هـذه الفترة على العقل والملاحظة المباشرة بوصفهما أسلوبين لمعرفة الحقائق، وكان من أبرز هؤلاء الأدباء: فولتير وجان جاك روسو ودينيس ديدرو، أما الرومانسية التي ظهرت رد فعل على العقلانية والكلاسيكية، فقد بدأت خلال القرن الثامن عشر الميلادي وكان فيكتور هوجو أكبر شاعر روائي ومسرحي رومانسي.
ومن أشهر الأدباء الذين كتبوا رواياتهم ومسرحياتهم في منتصف القرن العشرين جان بول سارتر وألبير كامو، ومن أدباء أواخر القرن العشرين المعروفين آلان روب جرييه ولود كلود سايمون ومارجريت دورا.