ثمن الشاعر الكبير أحمد عبد المعطى حجازى، مبادرة "لن يضيع" التى أطلقها "انفراد" للحفاظ على تراث رموز مصر فى كافة المجالات، والتى تعد بمثابة "رأس المال الرمزى" لمصر على مر العصور.
وقال الشاعر الكبير أحمد عبد المعطى حجازى فى تصريحات خاصة لـ"انفراد" هذه المبادرة فى محلها تماما، لأننا لا نستطيع القول أننا قمنا بما يجيب علينا تجاه هذه الأمر، وخصوصا فى الفترة التى امتدت من أوائل القرن التاسع عشر إلى مرحلة قريبة فى أيامنا هذه.
وأضاف أحمد عبد المعطى حجازى: نحن لا نذكر حتى فى مقالة نكتبها أو فى برنامج نقدمه ذكرى شعراء أو روائيين وممثلين ومطربين ومفكرين نحاتين إلى آخره، الذكرى تمر دون أن يلتفت إليها أحد، أو يبالى بها أحد، أو يؤدى ما يجب إزائها أو يذكر المصريين بها، الكاتب ذكراه تمر، ومؤلفاته ليست موجودة بين أيدى القراء، الممثل يرحل ثم لا يهتم المسرح بذكراه إذا كان مسرحيا، أو تهتم أجهزة الإذاعة المسموعة والمرئية بتقديم أعماله، وهكذا.
وأكد أحمد عبد المعطى حجازى على أن إقامة أو إنشاء متحف جامع واسع يضم أعمال المبدعين المصريين لكل منهم ركن فيه، يكون معروفا بأن هذا الركن لطه حسين مثلا أو نجيب محفوظ، أو محمد عبده، أو يوسف وهبى إلى آخره، هو أمر فى غاية الأهمية.
وأشار "حجازى" إلى أنه على الرغم من أن هناك متاحف تم إنشائها، مثل متحف مختار أو شوقي، لكن أين مثلا متحف حافظ إبراهيم، لا يكاد يذكره أحد الآن، فعلى الرغم أنه فى هذا العام تمر الذكرى التسعون لوفاته، وهناك أيضا خليل مطران، الذى توفى عام 1949، لكنه ولد 1872، فى هذا العام تمر الذكرى الـ150 على ميلاده، وللأسف لم نحتفل به، قاسم أمين من الذى نذكره الآن، هناك كما نرى تيارات رجعية تسعى لتدمير كل ما تحقق فى النهضة الحديثة، ومن ذلك مثلا تحرير المرأة، انظر إلى ما حدث للمرأة خلال العقود الأخيرة، أيضا ما حدث لحرية التفكير والتعبير، خلال العقود الأخيرة، الأعمال التى قدمها أمثال على عبد الرزاق فى الإسلام وأصول الحكم، وطه حسين فى الشعر الجاهلى، كل هذا ليس موجودا فى حياتنا الآن.
وأكد "حجازى" على أن المطلوب لكي تكون هناك حياة حقيقية لا بد أن ننتفع بأعمال المبدعين والمفكرين والفنانين الذين رحلوا لكى يكون الحاضر أفضل من الماضى، والمستقبل أفضل من الحاضر.
كما أكد أحمد عبد المعطى حجازى على أن مؤسسات الدولة ليست هى المسئولة الوحيدة عن تراث المبدعين، ولكن يجب عليها أيضا أن تقوم بالجزء المعنى بها، وهو إظهار هذه الاهتمام، ومن ثم يأتى دور ورثة المبدعين، الذين يرثونه ومن ثم يتعودون على الإهمال، وأقصى ما يفعلونه هو الانتفاع ماديا بما يرثونه.
ورأى أحمد عبد المعطى حجازى أنه لكى تكون هناك يقظة من هذا النوع لا بد أن يشارك فيها الجميع، ليست المسألة مسألة أفراد، لا بد أن تقوم المؤسسات المختلفة بحماية التراث المصري، هذه المؤسسات المختلفة تتبع وزارة الثقافة، والتربية والتعليم، والتعلم العالى، وتتبع الإعلام، إلى آخره، كما يجب أن تكون هناك ثقافة عامة تربي الشعور بالمسئولية والولاء للوطن ولثقافته ولماضيه ولحضارته، ولهذا فلا بد من عمل عام مشترك، فالصحافة الآن عليها أن تهتم بالرموز، مثلما كان يحدث فى الماضى، بتخصيص مساحات لهم، لتربية جيل جديد يحترم الثقافة ويقبل عليها ويحافظ عليها.
وأكد أحمد عبد المعطى حجازى أنه يدعم مبادرة "لن يضيع" ويؤيدها كل التأييد، ولكن الدعوة من وجهة نظره ليست موجهة لأبناء المبدعين الراحلين فقط، وإنما موجهة إلى المجتمع ككل ولمؤسساته المختلفة.
وأكد "حجازى" أيضا على أنه فى حالة إذا ما تم طلب منه التبرع بمقتنياته وأعماله سوف يتقدم بها بعدما ينظر فى أمر هذا المتحف ويطمئن إلى أنه سوف يتم تقديرها وتخظى بالمكانة اللائقة.