عبر الكاتب حمدى أبو جليل، عن سعادته لوصول روايته "الرجال الذين ابتعلوا الشمس" فى نسختها الإنجليزية إلى القائمة القصيرة، فى جائزة بانيبال الأدبية للترجمة، والتى نقلها إلى اللغة الإنجليزية المترجم همفري ديفي، وصدرت عن الجامعة الأمريكية بالقاهرة.
وكشف حمدى أبو جليل خلال تصريحات خاصة لـ"انفراد" أن تغير اسم الرواية من "قيام وانهيار الصاد شين" إلى "الرجال الذين ابتلعوا الشمس" كان اقتراحا من قبل المحررة الأدبية التابعة للجامعة الأمريكية، وأن همفرى ديفى كان قلقا من هذا الاقتراح والتغيير فى اسم الرواية، لافتا إلى أن الاقتراح كان "الرجل الذى ابتلع الشمس" لأن الرواية متعددة الأصوات، اقترح هو أن يصبح "الرجال" وأبدى إعجابه بالفكرة وطمأن المترجم.
ورأى حمدى أبو جليل، أن الفضل فى وصول رواية "الرجال الذين ابتعلوا الشمس" إلى جائزة بانيبال الأدبية للترجمة، يعود إلى المترجم همفرى ديفى، الأمر الذى يدل على الجهد الجبار والكبير فى ترجمة رواية كان من الصعب قراءتها فى لغتها العربية.
وأوضح حمدى أبو جليل، أن تعدد اللهجات هو الأمر الذى جعل بعض القراء يشعرون بصعوبة فى هضم وفهم مسارها وطبيعتها، فهى أشبه بـ"كوكتيل لهجات" يضم: الفيومى، والبدوى، والقاهرة، والصعيدى، والليبى، ولهجة الشباب المصريين الذين ذهبوا إلى إيطاليا، وهؤلاء تحديدا كانت لهجتهم غير مكتوبة، فهى خليط بين الإيطالى والمصرى.
وأشار حمدى أبو جليل إلى أن "طاوع" نفسه كثيرا فى كتابة هذه الرواية وسعى إلى هدف أساسى وهو أن تتحدث الشخصيات بنفس اللهجات التى يتحدثون بها دون التقييد باللغة، ولهذا فبعدما انتهى من كتابتها اكتشفت أن بها لهجات نتحدث بها ولكنها غير مكتوبة.
وأكد حمدى أبو جليل على أن ترجمة هذه الرواية تحديدا، كانت بحاجة إلى مترجم له قدرة على الفهم والتعامل مع اللهجات، وهذا ما جعله يشترط على الجامعة الأمريكية أن تعطى الرواية للمترجم همفرى ديفى، نظرا لخبرته التى لا غبار عليها فى فهم اللهجات، ولحبه وعشقه للمصريين.
ورأى حمدى أبو جليل أن روايته فى نسختها الإنجليزية، ستكون "مريحة" لدى الكثيرين، وبخاصة القارئ الأجنبى، لأن اللغة الإنجليزية لا توجد بها تبانيات مثل المتواجدة فى أصلها العربى، لافتا إلى أن الكاتبة الإماراتية مريم السعيدى، قالت له "أخيرا سأقرأها" لأنه كان لديها صعوبة فى فهم النص العربى، وهناك الكثير من المصريين كانت قراءة هذه الرواية صعبة، فالعديد من الأشعار البدوية، واللهجات صعبة على الفهم.
وأوضح حمدى أبو جليل أنه على الرغم من ذلك، فإن السبب الرئيسى الذى جعله يستغرق وقتا طويلا فى كتابة الرواية هو محاولة الإمساك باللغة، لا بالأحداث أو مسار الشخصيات، فكلاهما كانا حاضرين فى ذهنه منذ البدء فى كتابتها، وهنا يقول: كنت أبحث عن نبرة الكلام التى تتمكن من "لضم" هذا، فالكلمة الواحدة لديها تأثيرين مختلفين، إما الفرح أو الغضب، وهذا ما جعلنى استغرق وقتا طويلا فى البحث، وخلال الترجمة، كان همفرى ديفى يقول لى: أنا أترجم كلمات لم تذكر فى القاموس أصلا.
وأشار حمدى أبو جليل أن الأشعار الموجودة فى الرواية لا توجد فى أى كتاب، لذا فهو إنتاج شفهى حاولت تطوعيه فى الرواية، وهو الوصول إلى لغة "زى الكلام" فكان هذا ما يشغلنى جدا.