قال الناقد والشاعر عيد عبد الحليم، رئيس تحرير مجلة "أدب ونقد"، دائما ما يبقى من المبدع ما تركه من ميراث إبداعى شرط أن يكون هذا الإبداع يمثل إضافة حقيقية للنوع الأدبى أو الفنى، من هذا المنطلق نستطيع أن نقول أن تجربة رفعت سلام يبقى منها الكثير، عبر مستويين، المستوى الشعرى، يبقى منه رهانه على مغامرة التجديد منذ سبعينيات القرن الماضي، وهى مراهنة جيل بأكمله غير من خريطة الشعر المصرى والعربي، فسلام مع صديقه وزميل دراسته الشاعر حلمى سالم كانا أصحاب فكرة تأسيس الجماعة الشعرية الأبرز فى جيل السبعينات وهى جماعة إضاءة 77، وإن اختلفا بعد ذلك، كما أنهما كان أصحاب المبادرة الأولى لنشر أول ديوان فى هذا الجيل وهو الغربة والانتظار، وهو ديوان مشترك بين حلمى ورفعت صدر أثناء دراستها بقسم الصحافة بكلية الآداب جامعة القاهرة عام 1972.
وأضاف "عيد" فى شهادته فى تحقيق يجريه "انفراد" تحت عنوان "ماذا تبقى من رفعت سلام" فى الذكرى الثانية على رحيله: رفعت سالم كان شاعرا مميزا، وإن كان أفضل دواوينه من وجهة نظرى هو ديوان إشراقات، أما بقية دواوينه فهى تنويع على هذا الديوان، فلم تكن هناك قفزات نوعية فى تجربته الشعرية.
أما على المستوى الثانى وهو الترجمة، فيكاد يكون رفعت سلام هو أهم مترجم للشعر فى الوطن العربى فعلى يديه تمت ترجمة الأعمال الشعرية لكبار شعراء العالم المؤثرين فى معظم الأجيال الجديدة فى الوطن العربي، مثل بودلير وكفافيس ورامبو وغيرهم، بالإضافة إلى ترجماته لمختارات شعرية عالمية، وقد جاءت ترجماته متسقة مع روح الشعر.
من وجهة نظري، أهمية رفعت سلام مترجم تأتى أولا، وأهميته كشاعر تأتى ثانيا، فما قدمه من ترجمات كان أكثر تأثيرا فى الحياة الثقافية المصرية والعربية أكثر من تأثير تجربته الشعرية، رغم أنه يعتبر من أهم شعراء جيل السبعينات. واعتقد أنه سيبقى من رفعت سلام الكثير، سواء من ترجماته، وحتى من دواوينه المهمة، وإن جاء تأثيرها نسبيا. لاختلاف ذائقته الأجيال الجديدة.