تمر، اليوم، الذكرى الـ1108 على دخول القائد العباسى ذكا الأعورمصر على رأس جيش العباسيين مرسلًا من الخليفة أبو الفضل جعفر المقتدر بالله، وذلك لرد خطر الفاطميين عن مصر، وذلك فى يوم 9 ديسمبر 914 ميلادية.
ذكا الأعور أو ذكا الرومى، وهو آخر والٍ عباسى على مصر، أرسله الخليفة المقتدر لتدعيم الحكم العباسى فى مصر وحمايتها من هجمات الفاطميين المتكررة للظفر بها.
وكان ذكا الأعور، وبحسب كتاب "كتاب الولاة وكتاب القضاة" لأبى عمر بن يوسف الكندى، قد وصل إلى الإسكندرية بعد خروج الوالى الذى سبقه مؤنس الخادم، ثم عاد ذكا من الإِسكندرية إلى الفسطاط فى 8 من ربيع الأول سنة 304 وولى ابنه مظفر بن ذكا واليا على على الإِسكندرية.
وأقيم ذكا الأعور فى مصر، حيث استقر له الأمر بالكشف عن عيون الفاطميين فى مصر ومن كانوا يكاتبونهم من سكانها فقبض على كثير منهم، واهتم كذلك بالإسكندرية ونظر فى أمر تحصينها والدفاع عنها وولى عليها ابنه مظفر بن ذكا، لكن وقع ما كان يخشاه العباسيون، ففى سنة 306هـ، جهزالمهدى جيشا كبيرًا وعقد لواءه لأنه أبى القاسم الذى وصل الإسكندرية فى أسطول من 80 مركبا ونجح فى الاستيلاء عليها فى سنة 307هـ، حيث نهب المدينة وحل الذعر بسكانها، أما الجيش الفاطمى فقد تقدم عدد كبير منه واحتل الفيوم والأشمونين وجزء كبير من الصعيد.
وكان ذكا الأعور مقيما فى الفسطاط يحاول حشد جنوده لملاقاة الجيش الفاطمى إلا أن العديد منهم رفضوا الخروج للقتال، فخرج بجيش محدود العدد والعُدّة إلى الجيزة محاولا تأخير العدو وإلحاق أكبر قدر من الخسائر فيه، واستنزافه حتى يصل إليه مدد الخليفة العباسى، وفى هذه الأثناء أخذ والى مصر "ذكا الأعور" يستعد للقتال ويسعى فى حشد جنده حتى يحاربهم، لكن الموت لم يمهله فتوفى فى الجيزة سنة 307هـ.