عندما قامت ثورة 1919 اجتمعت سيدات من مصر فى 16 مارس 1919 فى الكنيسة المرقسية، وتم انتخاب اللجنة التنفيذية للنساء الوفديات برئاسة هدى شعراوى، ونظمت اللجنة التنفيذية لنساء الوفد مظاهرة ضد الاحتلال، وأعلنت هدى شعراوى شهيدات الثورة، وهن "شفيقة محمد، فهيمة رياض، عائشة عمر، حميدة خليل، وغيرهن مجهولات".
واستمر نشاط هدى شعراوى إبان الثورة فعقدت اجتماعًا فى 13 ديسمبر 1919 فى كنيسة الأقباط الكبرى، وقررن تأييد مقاطعة لجنة ملنر والإصرار على التمسك باستقلال مصر التام. وفى 16 يناير 1920 قامت بعض السيدات المصريات بمظاهرة فى ميدان المحطة إلى لوكاندة شبرد، وهتفن للوفد المصرى وللاستقلال التام.
تقول "هدى شعراوي" عن بوادر ثورة 1919 في مذكراتها: انتهت الحرب العالمية الأولى عام 1918، وأعلن الرئيس ولسون مبادئه الأربعة عشر التي كانت تعطي الأمم حق تقرير مصيرها واختيار الحاكم الذي ترضاه، وظلت مصر تترقب تطبيق هذه المبادئ عليها وبخاصة أنها قد ساعدت الحلفاء مساعدات قيمة كان لها أثر كبير في نتائج الحرب، وقد اعترف الإنجليز أنفسهم بقيمة هذه المساعدات.
ولما رأت مصر أنه لا يبدو أن إنجلترا ستفي بوعودها وأن الحالة سوف تبقى على ما كانت عليه، تشكل الوفد المصري ليتولى القيام بعمل إيجابي. وقد تكوَّن الوفد، وفي يوم 8 مارس 1919 تم اعتقال سعد زغلول باشا ومحمد محمود باشا وحمد الباسل باشا وإسماعيل صدقي باشا، ونفوا إلى جزيرة مالطة.
ولقد شبت الثورة بعد نفي سعد باشا وأصحابه إلى مالطة، وحل محله زوجي الذي كان وكيلًا للوفد، وقامت حركة السيدات في ذلك الحين مباشرة، وكنت أنا وزوجي نعمل لخدمة وطننا لا لخدمة الأشخاص، وكان زوجي يطلعني على ما يحدث وما ينتظر أن يحدث، ليمكنني من ملء الفراغ الذي يحدثه نفيه أو سجنه، وكان هو الذي نصحني بالاتصال بحرم سعد باشا وحرم محمد محمود باشا وبعائلات أعضاء الوفد.
ويقول الدكتور جابر عصفور عن دور هدى شعراوى في ثورة 1919، في إحدى مقالاته: خرجت النساء المصريات فى مظاهرات لم يشهدها التاريخ المصرى من قبل وكانت تقود المظاهرة الأولى هدى شعراوى التى لم تكن أقل شجاعة أو وطنية من زوجها ورفاقه ومضت المظاهرة إلى أن تصدى لها الإنجليز، ولم تخف هدى شعراوى، بل ظلت تتقدم، وكان يواجهها جندى إنجليزى، يجلس القرفصاء، وما أسرع ما صوّب البندقية نحو صدرها فتقدمت نحوه، قائلة بصوت عال لإحدى زميلاتها التى حاولت منعها من التقدم دعينى أتقدم، ليكون لمصر اليوم مس كافيل فما كاد الجندى يسمع هذا الاسم حتى خجل، ونهض متقهقرا على الفور وكانت مظاهرة هدى شعراوى هى الأولى التى سرعان ما لحقتها غيرها من مظاهرات النساء التى انتقلت من الطبقة الأرستقراطية إلى شرائح الطبقة الوسطى، ومنها إلى نساء الطبقة العاملة التى سقط منهن شهيدات الثورة اللائى كتبن رغبة تحررهن، ضمن تحرر وطنهن، بدمائهن الذكية، وما أبعد الفارق، عندما ننظر إلى المشهدين اليوم، بين الأميرة التى ظلت محجوبة فى قصرها، لا تسمح لها التقاليد بحضور حفل وضع حجر أساس الجامعة التى هى صاحبة الفضل الأول عليها، وهدى شعراوى التى قادت زميلاتها فى الطرقات، مواجهات القوة العسكرية للاحتلال البريطانى، ضاربات المثل لغيرهن من اللائى خرجن إلى الطرقات سافرات الوجوه، جنبا إلى جنب الرجال، بعد أن أطاحت إرادة التحرر بكل قيود التقاليد التى أصبحت بالية، متراجعة تحت ضغط إرادة تحرر المرأة التى وصلت الداخل بالخارج، فى فعل التمرد النسائى الخلاق الذى كان بداية الوجود الحر للمرأة المصرية.
ويذكر عبد الرحمن فهمى فى تقرير للوفد فى باريس بتاريخ 2 مارس 1920 أن لجنة السيدات التى ترأسها السيدة هدى شعراوى تحتج على مشروعات رى السودان وغيرها.