صدر حديثًا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهى الدين العساسى، ضمن سلسلة التراث الحضارى، كتاب "منهل الظرافة بذيل مورد اللطافة.. في مَن ولي السلطنة والخلافة" لجار الله محمد بن عبد العزيز ابن فهد المكي، تحقيق الدكتور محمد جمال حامد الشوربجي.
يعد كتاب منهل الظرافة بذيل مورد اللطافة من ولى السلطة والخلافة لجار الله محمد بن عبد العزيز ابن فهد المكي، أحد انعكاسات مدرسة التاريخ المصري والتي ازدهرت في العصر الوسيط، فمؤلف كتاب منهل الظرافة، يحاكي منهجيا بعضا من الكتابات التاريخية لكتاب عظام مثل جمال الدين يوسف بن تغري بردي المنوفي (ت: 874هـ / 1469م)، وعبد الباسط الحنفي وابن دقماق وغيرهم من أعلام التاريخ المصري.
ويتضح من الكتاب مدى تأثير الدولة المصرية، وما يتم فيها من حوادث ووقائع على المنطقة العربية عموما وأهل الحجاز خصوصا، ولطالما كانت مصر سنداً لمنطقة الحجاز الواقعة تحت نفوذها السياسي، وحتى وقت قريب كانت التكية المصرية موجودة بالحجاز كرمز للوجود المصري بهذه المنطقة.
والكتاب لا يخلو من معلومات غابت عن العديد من المدونات التاريخية والثبوت المماثلة له مثل تلك الأخبار المتعلقة بالخليفة العباسي المقيم بالأراضي المصرية المستمسك بالله يعقوب المتوفى سنة (927هـ/ 1521م) وولده.
وتطرق كتاب جار الله محمد بن عبد العزيز ابن فهد المكي إلى حوادث احتلال مصر من قبل سلطان الدولة العثمانية سليم الأول، وكذلك يتناول الكتاب ما قام به السلطان قانصوه الغوري من عمران في مصر وبلاد الحجاز، ويشير محقق الكتاب الباحث د. محمد الشوربجي إلى أن الكاتب قد اعتمد في تاريخه على أحد المراجع التاريخية المفقودة، وهو كتاب "الإعلام بأعيان دولة الإسلام" لمجبر الدين العليمى القوسى، وكذلك كتاب الإشارة للبهاء الباعونى.