بيعت نسخة نادرة من كتاب داروين أصل الأنواع مقابل 400 ألف دولار في مزاد سوثبى وقد تسبب كتاب أصل الأنواع لتشارلز داروين فى ضجة كبيرة من الطبعة الأولى من 1250 نسخة تم توزيع ثمانية وخمسين من قبل الناشر للمراجعة والترويج والعرض، وتم بيع الطبعة كلها فى اليوم الأول من النشر، والاحتفال بالكتاب على الفور وشتمه، وكان الناشر قد أصدر بالفعل نسخة مطبوعة ثانية من 3000 نسخة في غضون أسابيع، نظرًا للطبيعة المختلفة والأهمية العلمية لادعاءاته أصبح داروين نفسه من المشاهير فجرى الترحيب به في نفس الوقت باعتباره مبعوثًا لأفق جديد في الفكر العلمي وسخر منه بشراسة تم تصويره على أنه قرد في الرسوم الكاريكاتورية، ومضايقته في المناسبات العامة، وجرى الاستهزاء به على نطاق واسع.
كانت خصوصية داروين ذات أهمية قصوى بالنسبة له لكنه لم يلجأ إلى العزلة بعد نشر كتاب أصل الأنواع في الواقع، قام بالعديد من العروض واستقبل الزوار بانتظام، وواكب حجمًا مذهلاً من المراسلات، ومع ذلك، كان حريصًا على عدم الانخراط في المظاهر العامة التي يمكن أن تفاجئه، كما أنه لم يجري مقابلات عامة إلا لتوضيح تفاصيل السيرة الذاتية الأساسية، علاوة على ذلك، ما لم يطلب خلاف ذلك، تعامل مع مراسلاته والاستفسارات التي تلقاها كخطابات خاصة لا يجوز تداولها أو إعادة إنتاجها، بينما كان داروين نشطًا، وإن كان مصرا إلى حد ما، في الترويج لعمله، فقد فضل أن يحتفظ بنفسه وشؤون حياته الخاصة به ومع ذلك، فإن هذه الخصوصية ساهمت بقدر كبير في هالة شهرته، حيث كان الناس يسافرون إليه للحصول على فرصة للجلوس عند قدميه لكنها خدمت أيضًا غرضًا آخر: فهي سمحت لعمله أصل الأنواع ليس فقط بالانتشار وفقًا لشروطه الخاصة ولكن أيضًا ليكون مساويًا لهويته وفقا لموقع سوثبى.
احتوى العمل الرائد للنظرية التطورية دائمًا في داخله على طبيعة سيرة ذاتية لا تنفصم. ليس فقط لأنه بُني من بحثه التجريبي الخاص، ولكن أيضًا لأن أسلوب وهيكل نثره كانا مذكرات العمل كان مكتوبا بضمير المتكلم في الواقع، يبدأ النص بضمير المتكلم الأول، داروين يضع نفسه في المشهد ("عندما كنت على متن السفينة إتش إم إس بيجل، بصفتي عالمًا طبيعيًا، صُدمت كثيرًا ببعض الحقائق ...") - ويوجه القراء من خلال أبحاثه وتحقيقه واستنتاجاته ومن خلال القيام بذلك، يؤسس العمل كلاً من موثوقية داروين كعالم، وأيضًا علاقة حميمة قوية مع قارئه، أكثر من مجرد إثبات أنه كان صاحب نظرية الانتقاء الطبيعي ، وقد جعل كتاب أصل الأنواع داروين الشخصية العامة التي أصبح عليها.
