يعتبر الشاعر الراحل محمود درويش واحدًا من أكثر الشعراء كتابة عن اللغة العربية إذ كان يعتبر اللغة حياة وليست مجرد كلمات تقال ومن هناك كان يحب وصفها "لغة الضاد" وقد ذكرها في أكثر من قصيدة حيث قال محمود درويش عن اللغة العربية في قصيدة بعنوان نهار الثلاثاء:
لَستُ فتياً لأحمل نفسي
على الكلمات، ولست فتيّاً
لأكمل هذي القصيدةَ /
أَمشي مع الضاد في الليل –
تلك خصوصيتي اللغويةُ – أمشي
مع الليل في الضاد كهلاً يحثّ
حصاناً عجوزاً على الطيران إلى برج
إيفل. يا لغتي ساعديني على الاقتباس
لأحتضن الكون. في داخلي شُرْفَةٌ لا
يَمُرّ بها أَحَدٌ للتحيَّة. في خارجي عالم
لا يردُّ التحيُّة. يا لغتي! هل أكون
أنا ما تكونين؟ أم أنت – يا لغتي –
ما أكون؟ ويا لغتي دربيني على
الاندماج الزفافيّ بين حروف الهجاء
وأعضاء جسمي – أَكن سيّدأ لا صدى.
دَثّريني بصوفك يا لغتي، ساعديني
على الاختلاف لكي أبلغ الائتلاف. لِدِيني
أَلِدْك. أنا ابنك حيناً، وحيناً أبوك
وأمك. إن كنتِ كنتُ، وإن كُنْتُ
كنتِ. وسمّي الزمان الجديد بأسمائه
الأجنبّيةِ يا لغتي، واستضيفي الغريب
البعيد ونَثْرَ الحياة البسيطَ لينضج
شعري. فَمَنْ – إن نطقتُ بما ليس
شعراً – سيفهمني؟ من يكَلّمني
عن حنينٍ خفيِّ إلى زمن ضائع إن
نطقتُ بما ليس شعراً؟ ومن – إن
نطقت بما ليس شعراً – سيعرف
أرض الغريب؟
وفى قصيدة أخرى يقول:
ولي لُغَةٌ من حوار السماء
مع القدس فضيَّةُ النَبْرِ
لكنها لا تُطيع مُخَيّلتي
وفى" مديح الظل العالي" قال:
"لغةٍ تُفَتِّشُ عن بنيها
عن أراضيها وراويها
تموتُ ككُل مَنْ فيها
وتُرمى في المعاجمْ"