تعامد الشمس على مقصورة قدس الأقداس بمعابد الكرنك، حدث يحدث مرة واحدة سنويا، وتحديدًا يوم 21 ديسمبر، وهو يوم الانقلاب الشتوي أي مع بدء فصل الشتاء، حيث يعد تعامد الشمس على قدس أقداس الحدث الثاني من حيث الأهمية بعد تعامدها على معبد أبو سمبل.
وهذا الحدث يكشف عن قدرة الفراعنة على حساب فلكي هندسي لحركة الأرض حول الشمس، ومن ثم بناء المعبد وفق هذه الحسابات.
الكرنك.. معابد الإله آمون
ويضم الكرنك معابد الإله آمون وزوجته الإلهة "موت " وابنها الإله " خنسو"، وقد بدأ إنشاء المعبد خلال عصر الدولة الوسطى (حوالى سنة 2000 ق.م)، حسب ما ذكرت الهيئة العامة للاستعلامات، وفى عهد الدولة الحديثة التى ينتمى إليها الملك "توت عنخ آمون" والملك "رمسيس الثانى"، أقيم على أنقاض هذا المعبد، معبد فخم يليق بعظمة الإمبراطورية المصرية الضخمة.
وكان كل ملك يُضيف جديداً إلى المعبد، وذلك تقرباً إلى الآلهة، ورغبة فى الخلود، والحصول على شهرة كبيرة عند أفراد الشعب.
معبد آمون رع
أما عن معبد "آمون رع" الكبير، فهو يتألف المعبد من محراب يقع فى أقصى الناحية الشرقية. وقد أُعد هذا المحراب لحفظ تماثيل الإله "آمون" وعائلته. ويعرف هذا المكان "بقدس الأقداس" الذى كان الظلام يلفه! ثم يتبعه بعد ذلك فناء مكشوف يغمره ضوء النهار، ثم ينتهى هذا الفناء بصرح عظيم يقع المدخل بين برجيه.
وبالنسبة لصرح معبد آمون فهو فناء واسع يضمه من الجانبين صفٌ من الأعمدة على هيئة نبات البردى وكان يتوسطه فيما مضى "جوسق طهارقة" الذى كان يتكون من عشرة أعمدة رشيقة أقامها الملك "طهارقة" من الأسرة الخامسة والعشرين، ولا يزال أحد الأعمدة قائماً فى مكانه.
وعن معبد "رمسيس الثالث" بالكرنك فقد أقامه رمسيس الثالث لإيواء السفن المقدسة ويعتبر هذا المعبد نموذجاً للمعبد المصرى الكامل، فهو يبدأ بصرح عظيم يزينه تمثالان رائعان للملك من الخارج، ويليه من الداخل الفناء المكشوف الذى تحده البوائك (جمع باكية) شرقاً وغرباً، ويبدو الملك على الأعمدة فى هيئة أوزوريس.
معبد خونسو
وأخر ما نتحدث عنه هو معبد خونسو، الذى بناه الملك "رمسيس الثالث" ثانى ملوك الأسرة العشرين سنة 1198 قبل الميلاد، ثم زاد فيه من بعده ولده "رمسيس الرابع"، ثم "رمسيس الحادى عشر"، وأخيراً أتمه "حريحور" رئيس الكهنة الذى أصبح ملكاً "فرعوناً" عام 1085 ق. م، وهو آخر ملوك الأسرة العشرين.