قالت الدكتورة أمانى فؤاد، أستاذة النقد الأدبي الحديث بأكاديمية الفنون فى القاهرة، وعضو لجنة تحكيم مسابقة أمير الشعراء، إن النقد الأدبى ينتصر للقصيدة الجميلة دون النظر إلى جنس مبدعها، سواء أكان كاتبة أم كاتب.
وأوضحت الدكتورة أمانى فؤاد، خلال تصريحات خاصة لـ"انفراد" تعليقا على تصريح لها نشرته مسابقة "أمير الشعراء" حول "احتياج الشاعرات إلى امرأة ناقدة على درجة من الوعي بطبيعة مشاعرهن وتجاربهن" بأنها لا تؤمن بأن هناك فارقا شاسعا بين الناقد أو الناقدة، لكنها تؤكد أيضا بأنه يوجد نوع من الاختلاف.
وأضافت أمانى فؤاد: جميعنا تحكمنا معايير وأدوات ومناهج، وبالطبع هى ليست علمية مطلقة، لأن الشعر والفنون والعلوم الإنسانية بها تفضيلات بشرية، ولكن الناقدة أو الناقد المتسلح بثقافته ورؤيته للحياة ومناهجه النقدية يكون لديه قدرة للحكم والانتصار للقصيدة الجيدة دون غيرها.
وقالت أمانى فؤاد، إن ما قصدته بتصريحى، أنه عادة ما يقع على المرأة المبدعة فى المجتمعات العربية قيود أكثر من الرجل، وطبيعة أخرى في المعاناة، ومحاذير في البوح، مجموعة من التابوهات التي لا ينبغي أن تصرح بها، فتقيد حركتها الإبداعية، ولهذا تخرج علينا بعض الأصوات – للأسف الشديد – لتقول بأن المرأة لم تضف للسردية العربية، ولا الشعر العربي، ويستندون على تجربتها المقيدة التي تفرضها الثقافة الاجتماعية.
وتابعت أمانى فؤاد: وللحقيقة أنا ضد هذه المقولة، فلقد استطاعت المرأة المبدعة العربية أن تستخدم آليات الفن والرمز والمجاز لتتغلب على هذا القيد الثقافي الاجتماعي، وأبدعت بوحا ورؤية وفنونا أكثر ما يميزها صدقها وتعبيرها عن نفسها وحياتها. وأحسب أن درجات صدق المرأة في إبداعاتها ستزداد توهجا فنيا وفكريا مع استمرار نضج تجاربها، وتراكم منتجها المعرفي الثقافي والفني.
أمانى فؤاد: وجود ناقدة في لجان التحكيم يمثل ثنائية الحياة
ورأت الدكتورة أمانى فؤاد أن وجود امرأة فى أى لجنة تحكيم، هو أمر يؤكد على تكامل ثنائية الحياة، القائمة على التشارك، لا الاستحواذ، بالإضافة إلى أن الناقدة تدرك خصوصية الإبداع عند المرأة وخصوصية مشاعرها دون غيرها، كتجربة الأمومة مثلا، أو طبيعة عواطف المرأة وتفاصيلها التي لا تنطبق على مشاعر الرجل.
وأضافت أمانى فؤاد: كما أن للمرأة صياغة خاصة للصورة وتشكيل المجاز، وهو أمر قد تلتفت إليه الناقدة بصورة أوضح. وهذا لا ينفي بالطبع أن الرجل يستطيع أن يستوعب مكنون المرأة واهتماماتها وخصوصيتها، فالرجال كثيرا ما عبروا عن المرأة بمنتهى الإجادة مثل إحسان عبد القدوس ونزار قباني، لكن الطبيعي والمنطقي التشارك فى كل أوجه الحياة بين المرأة والرجل، وتمثيل المرأة المستحقة بما تمتلكه من علم وحضور ورؤية فى لجان التحكيم كافة.
أمانى فؤاد: الناقد ينتصر للقصيدة دون النظر لجنس الكاتب
وتساءلت الدكتورة أمانى فؤاد: ولكن هل يعنى هذا أننى سأنتصر للمرأة على حساب القصيدة؟ بالطبع لا، فجميعنا سينتصر للقصيدة الفارقة والجميلة فى المقام الأول، فهى الفيصل، لكن من المنطقي أنه طالما تشارك فى أى مسابقة أو جائزة شاعرات وشعراء، كاتبات وكتاب، أن تكون هناك ناقدة.
أسباب قلة الناقدات في الوسط الثقافى
أما عن قلة عدد الناقدات فى الحياة الثقافية، فرأت الدكتورة أمانى فؤاد، أن مجال النقد الأدبى صعب، ويتضمن صراعات كثيرة، وعادة ما تنحصر إسهامات الناقدات داخل أسوار الجامعة، وقليلات منهن من تتفاعل مع الحياة الثقافية العامة، وأحيانا يكون القصور فى نظرة المجتمع، ورغبة الرجل في الاستحواذ، وهيمنته على بعض المواقع، وهدمه لبعض الأصوات النسائية، مضيفة: أتذكر أن أحد أساتذتى من النقاد الكبار، قال ذات مرة: إننا تعاملنا بقسوة وغطرسة مع بعض الأصوات النقدية النسائية في جيلنا، وعملنا على تحجيمهم.
وأضافت فؤاد: أقول مجددا إن أية ناقدة تستحق أن تكون فى مثل هذه المواقع الهامة بما تمتلكه من رؤية ومعرفة وأدوات نقدية ومناهجها العلمية، وأيضا قدرتها على التعبير عن هذه الرؤية واشتباكها مع الشأن العام والثقافي، وليس لأنها امرأة وفقط، ويتعين أن تمثل وأن تمكن، الاستحقاق هو الفيصل.