يحتفل المسيحيون الكاثوليك غدا بميلاد السيد المسيح، حيث يرون أنه ولد يوم الـ 25 من ديسمبر، وهم يختلفون فى ذلك عن الكنيسة الأرثوذكسية التى ترى أنه ولد يوم السابع من يناير، لكن بعيدا عن اختلاف التواريخ فأن الكنائس تتفق فيما بينها على بعض المعجزات والظواهر التى حدثت قبل ميلاد يسوع الميلاد، وكانت بشارة لمجئ المخلص.
وقد جاءت معجزة ميلاد السيد المسيح بتفاصيلها الدقيقة فى عدة مواضع فى الكتب المقدسة الإنجيل والقرآن الكريم، وهى قصة مليئة بمشاهد تصور المعجزات والأحداث، ومن نذكر:
الرعاة والملائكة
كان فى تلك الناحية رعاة يبيتون فى البرية، يتناوبون السهر على رعيتهم. فظهر ملاك الرب لهم، وأضاء مجد الرب حولهم فخافوا خوفا شديدا. فقال لهم الملاك: لا تخافوا! ها انا أبشركم بخبر عظيم يفرح له جميع الشعب: وولد لكم اليوم فى مدينة داود مخلص هو المسيح. وإليكم هذه العلامة : تجدون طفلا مقمطا مضجعا فى مذود. وظهر مع الملاك بغتة جمهور من جند النساء، يسبحون الله ويقولون: المجد لله فى العلي، وفى الأرض السلام للحائزين رضاه.
قدوم المجوس
ولما ولد المسيح فى بيت لحم، على عهد الملك هيرودس، جاء إلى أورشليم مجوس من المشرق وقالوا: أين هو المولود، ملك اليهود؟ رأينا نجمه فى المشرق، فجئنا لنسجد له. وسمع الملك هيرودس، فاضطرب هو وكل أورشليم. فجمع كل رؤساء الكهنة ومعلمى الشعب وسألهم: أين يولد المسيح؟ فأجابوا: فى بيت لحم، لأن هذا ما كتب النبي: يا بيت لحم، أرض يهوذا، ما أنت الصغرى فى مدن يهوذا لأن منك يخرج رئيس يرعى شعبى إسرائيل. فدعا هيرودس المجوس سرا وتحقق منهم متى ظهر النجم، ثم أرسلهم إلى بيت لحم وقال لهم: اذهبوا وابحثوا جيدا عن الطفل، فإذا وجدتموه، فأخبرونى حتى أذهب أنا أيضا وأسجد له. فلما سمعوا كلام الملك انصرفوا. وبينما هم فى الطريق إذا النجم الذى رأوه فى المشرق، يتقدمهم حتى بلغ المكان الذى فيه الطفل فوقف فوقه. فلما رأوا النجم فرحوا فرحا عظيما جدا. ودخلوا البيت فوجدوا الطفل مع أمه مريم. ففتحوا أكياسهم وأهدوا إليه ذهبا وبخورا ومرا. وأنذرهم الله فى الحلم أن لا يرجعوا الى هيرودس فأخذوا طريقا آخر الى بلادهم.
جذع النخلة
فى القرآن الكريم، تأتى قصة حمل السيدة العذراء لتأتى معجزة أخرى عندما جاءها وقت الوضع، وهو من أصعب الأوقات التى تمر على المرأة والذى تحتاج فيه إلى سند، ولكن الله أيدها بمعجزة أخرى، فلجأت إلى جزع نخلة وناداها جبريل أن تهز هذا الجزع وهى فى ضعفها ليتساقط عليها رطبًا تقتات منه لتتقوى على آلام الوضع، يقول تعالى وهو يصف لنا حالها: ﴿ فَأَجَاءهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِى مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْياً مَّنسِيّاً * فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِى قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيّاً وَهُزِّى إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً * فَكُلِى وَاشْرَبِى وَقَرِّى عَيْناً فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً فَقُولِى إِنِّى نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيّاً ﴾ [مريم 23 - 26].
لم يكن هذا الجذع مثمرًا ولكن الله أثمره لها، قال الزمخشري: "كان جذع نخلة يابسة فى الصحراء، ليس لها رأس ولا ثمر ولا خضرة، وكان الوقت شتاء. وقيل: كانت النخلة مثمرة. والمهم فى الأمر: وجوب اتخاذ الأسباب لتحصيل الرزق، والاعتقاد بأن الفاعل الحقيقى فى تيسير الرزق هو الله تعالى، وأنه على كل شيء قدير".