تمر اليوم الذكرى 44 على رحيل الشيخ مصطفى إسماعيل، إذ رحل في 26 ديسمبر عام 1978، وهو أحد أشهر المقرئين في القرن العشرين، اشتهر بقارئ الملوك والرؤساء، فهو من أشهر قراء القرآن الكريم، وأول قارئ يسجل في الإذاعة المصرية دون أن يمتحن فيها بأمر ملكي، حيث اشتهر بقارئ القصر الملكي.
وعُرف عن الشيخ مصطفى إسماعيل أنه صاحب نَفَس طويل في القراءة التجويدية، سجَّل بصوته تلاوة القرآن الكريم كاملًا مرتلًا. ترك وراءه 1300 تلاوة لا تزال تبث عبر إذاعات القرآن الكريم. ركّب في تلاوته النغمات والمقامات بشكل استحوذ على إعجاب المستمعين، وكان ينتقل بسلاسة من نغمة إلى أخرى، ويعرف قدراته الصوتية بشكل جيد، وكيف يستخدمها فی الوقت المناسب.
استطاع أن يمزج بين علم القراءت وأحكام التلاوة وعلم التفسير وعلم المقامات وكان يستحضر حجة القرآن في صوته ويبثها في أفئدة المستمعين لاستشعار جلال المعنى القرآني. كان أول قارئ يسجل في الإذاعة المصرية دون أن يمتحن فيها واختاره الملك فاروق قارئًا للقصر الملكي وكرَّمه عبدالناصر وأخذه معه السادات في زيارته للقدس.
اختيار الملك فاروق للشيخ مصطفى إسماعيل ليصبح قارئ القصر الملكي، عام 1945، والمصادفة التي قادت الشيخ مصطفى إسماعيل ليصبح القارئ المفضل للملك فاروق، بالرغم من عدم اعتماد الإذاعة له، فبينما كان الملك فاروق يجلس داخل قصره في عام 1945 بجوار الراديو يستمع للتلاوة التي كانت تنقلها الإذاعة من مسجد الحسين وكان من المقرر أن تكون التلاوة للشيخ عبد الفتاح الشعشاعي إلا أن الأثير نقل بدلا من ذلك ما تيسر من سورة الحج لمقرئ شاب لم يكن معتمدا في الإذاعة وقتها وذلك بعد تغيب الشيخ الشعشاعي عن الحفل، وحينما التقطت أذنا الملك ذلك الصوت وأصدرت الإدارة الملكية بأن يصبح قارئا رسميا للقصر الملكي حيث طلب الملك من ناظر خاصته الملكية مراد محسن باشا أن يأتي بهذا الشيخ فورا إلى القصر، وفي الصباح كان مندوب الملك في أعماق ريف مديرية الغربية وتحديدا قرية ميت غزال ليعود مصطحبا الشيخ مصطفى محمد المرسي إسماعيل القارئ الرسمي للقصر الملكي".