بينما كانت لوحة Irises أو قزحية جزءًا من العديد من المعارض الفنية في جميع أنحاء العالم على مر السنين ظهرت هذه اللوحة مرة واحدة بمعرض صالون الاستقلال عام 1889 في باريس قبل وفاة فان جوخ، ولم يكن الفنان نفسه حاضرًا لرؤية أعماله الفنية معروضة في الأماكن العامة.
رسم الفنان الهولندي فينسينت فان جوخ قزحية العين عندما تم قبوله في مصحة سانت بول دي موسول في سان ريمي دي بروفانس بفرنسا، بدأ رسم Irises في غضون شهر واحد فقط من دخوله المصحة في مايو 1889، مما جعل هذا العمل الفني الأول له منذ بدء علاجه، أطلق على اللوحة اسم "موصل البرق لمرضي" وبدأ في رسم قزحية العين حتى يتمكن من منع نفسه من الجنون وفقا لإنديان إكسبريس.
في عام 1987، أصبحت Irises أو قزحية أغلى لوحة بيعت على الإطلاق، مسجلة رقمًا قياسيًا لمدة عامين ونصف إذ تم بيعها مقابل 53.9 مليون دولار أمريكي إلى آلان بوند، لكن بوند لم يكن لديه ما يكفي من المال للحفاظ عليها وبالتالي أعيد بيعها لاحقًا في عام 1990 إلى متحف جيتى في لوس أنجلوس، الولايات المتحدة.
هذه اللوحة هي حاليًا الحادية والثلاثون على القائمة المعدلة حسب التضخم لأغلى اللوحات التي تم بيعها على الإطلاق، لكن لماذا اختار فان جوخ أن يرسم إيريسز مباشرة بعد أن بدأ علاجه؟
كان فينسينت فان جوخ يعاني من نوبات الذهان التي قام خلالها حتى بتشويه أذنه بعد شجار مع صديقه المقرب بول جوجان ثم اختار دخول المصحة في فرنسا حيث رسم حوالي 130 لوحة، بدأ علاجه وكان خائفًا من رؤية حالة زملائه المرضى. حتى لا يفقد عقله تمامًا، بدأ في رسم قزحية العين التي يمكن رؤيتها في حديقة المصحة، في هذه المرحلة من حياته، تأثر بشكل كبير بالأعمال الفنية اليابانية والتكوين المقسم إلى مناطق واسعة من الألوان الزاهية مع قزحية ضخمة تفيض بحدودها، على الأرجح متأثرًا بالزخرفة الزخرفية للمطبوعات الخشبية اليابانية.
تعني القزحية بالنسبة لفان جوخ الحياة بدون مأساة، لقد اعتبر هذه اللوحة مجرد دراسة وهذا على الأرجح سبب عدم وجود رسومات أو اسكتشات معروفة لها، اعتقد شقيقه ثيو، الذي كان يدعم عمله دائمًا، أن لوحة Irises تستحق ما يكفي لبيعها وسرعان ما أرسلها إلى المعرض السنوي لـ Société des Artistes Indépendants في سبتمبر 1889 ، جنبًا إلى جنب مع اللوحة الشهيرة الأخرى Starry Night Over the Rhone.