تحتفل الولايات المتحدة بعيد الميلاد فى أجواء عاصفة "تاريخية" حرمت 1.5 مليون منزل من الكهرباء وأدت فى موسم السفر إلى إلغاء أكثر من خمسة آلاف رحلة جوية وإغلاق الطرق السريعة وحوادث سقط في بعضها قتلى، وهذه العاصفة التي وصفتها وكالات الأرصاد الجوية الأمريكية بـ"التاريخية" تخللها تساقط كثيف للثلوج وهبات رياح قطبية وانخفاض في درجات الحرارة إلى 48 دون الصفر في بعض الأماكن.
وبعيدا عن العواصف الحالية كان السكان الأصليون للولايات المتحدة الأمريكية، الهنود الحمر من الأمم الوثنية، عبدوا الأرواح والنجوم والكواكب، فمعابدهم وأصنامهم شاهدة عليهم، ومهما حاول البعض تشويش عقول الشباب بمعلومات مغلوطة ومضللة، إلا أن حقائق التاريخ واضحة جلية؛ فالهنود الحمر أمم وثنية، ووثنيتهم هي أهم أسباب فناءهم، فقد نظروا للرجل الأبيض نظرة قداسة، وذهب سكان إمبراطورية الأزتيك إلى عبادة القائد الإسباني أرنان كورتيس على اعتبار أنه إله العواصف، واستطاع ذلك القائد بجنوده الـ600 من تدمير الإمبراطورية.
وأنقذت عاصفة ثلجية آخر فلول الهنود الحمر ممن تمكنوا من الهرب، وكانت جثث رفاقهم من قبيلة لاكوتا متناثرة على رقعة من الأرض يكسوها الجليد، وهي الآن أصبحت ما يعرف بساوث داكوتا، حيث تعرض 150 على الأقل وربما مئات للرمي بالرصاص والضرب والتجمد حتى الموت.
هذه المعركة كانت آخر المعارك الكبرى التي خاضها الشعب الأصلي الذي كان في فترة من الفترات يشعر بالكبرياء، وهي معركة مثلت نقطة فارقة على صعيد الإجهاز على الروح المعنوية وتحطيمها في إطار تاريخ القهر الوحشي المستمر الذي يمكن وصفه بالإبادة الجماعية في بلاد تسمى الآن الولايات المتحدة الأميركية وتقدم نفسها بأنها قائدة العالم الحر ورائدة الديمقراطية.