نشرت مجلة "الدنيا المصورة" التى كانت تصدر عن دار الهلال فى عددها الصادر فى 13 نوفمبر من سنة 1929 مقالة بعنوان "مومياء كليوباترا وشائعة وجودها فى باريس" قالت فيه:
عقدت مجلة "تشلدرنز نيوز بيبر" فصلا بالعنوان المتقدم تعريه بتحفظ فى ما يلى قالت: وردت علينا رواية غريبة من باريس أن كليوباترا ملكة مصر ومعبودة قيصر وأنطونيو مدفونة فى العاصمة الفرنسية، وتذهب الرواية إلى أن أحد العلماء الذين رافقوا حملة نابليون على مصر نقل إلى فرنسا تابوتا محتويا على مومياء كليوباترا، فوضع التابوت بمحتواه فى قاعه النياشين بمكتبة باريس الأهليه لغاية سنة 1870، حيث نقل منها خوفا من استيلاء الألمان عليه فى قبو المكتبة وبقيت بها سنتين ولما فحصت وجد أنها قد أصابها العطب ولم تعد صالحة للعرض، وعلى ذلك دفنت فى حديقة المكتبة ولا تزال فى مكانها هذا إلى الآن غير أنه هناك حركة فى الوقت الحاضر يقصد بها إلى نقل رفاة الملكة العظيمة إلى المكان اللائق بها بين كنوز باريس. ونحن من جانبنا، هكذا تقول الصحيفة الإنجليزية، نقول إنه إذا كان قلب رمسيس فى باريس وجثته فى مصر فلماذا نستبعد وجود جثة الملكة التى حكمت بعده بعدة قرون فى نفس المكان الذى يوجد فيه قلب الملك.
كان هناك شك وإن يكن فى إبدائه جرأة عظيمة، ونظرا لصدور الخبر من مصدر عال وهو أن اسم كليوباترا كان يطلق على جميع ملكات أسرة البطالمة فى مصر وأشهرهن هى كليوباترا شكسبير التى كانت أجملهن وأشدهن ذكاء وقد أوقعت فى حبها كل ملوك العالم وحكامه، وقد انتهى حكم البطالمة لمصر بموتها وأصبحت بلاد الفراعنة ولاية تابعة لروما، وقد جرى ذلك منذ نحو ألفى عام، إذ كانت كليوباترا قد عاشت فى القرن السابق لميلاد المسيح، فاذا كان الفرنسيون قد عثروا على مقبرتها فى الإسكندريه بعد تسعة عشر قرنا أفما كانوا يجدون معها جثة أنطونيو الذى دفن معها هو ووصيفتاها الأمينتان "شرميون" و"هيلانة" اللتان ماتتا مع سيديهما كما نص على ذلك فى تلك الدراما الهائلة.
إن أنطويونيو ألقى وراء ظهره نصف ملك العالم من أجل كليوباترا فلما أن هزم وبلغته شائعة موت كليوباترا طعن نفسه منتحرا، و نقل وهو يحتضر إلى المقبرة التى زعموا أن جثة معبودته موجودة فيها ولكن كليوباترا كانت هناك لم يمسسها سوء تحيط بها وصيفاتها فتلقت أنطونيو بين ذراعيها حتى أسلم الروح، وكانت قد علمت أن قيصر سوف يأخذها أسيرة إلى روما فشربت السم لتلحق بحبيبها.
ولما دخل الجند عليها وجدوها ممددة بثيابها الملكية على سرير من الذهب الخالص وحولها هيلانة وشرميون الأولى مائتة والثانيةفى دور النزع، وحينئذ أمر قيصر بدفن أنطونيو وكليوباترا معا كما أمر بدفن الوصيفتين الأمينتين احتفالا بتفق مع ما أبدتاه من أمانة ومن هنا جاء الاحتمال بأن الأربعة قد دفنوا معا فى مقبرة واحدة.