صدر حديثًا عن سلسلة الكتاب الأول التابعة للإدارة المركزية للشعب واللجان الثقافية بالأعلى للثقافة، العدد السادس والعشرين، مجموعة قصصية بعنوان "أصدقاء الريح" لدعاء رشاد.
وقال الروائي محمد خليل إن الكاتبة تتمتع بقدرة فائقة على اقتحام عالم كتابة الفنتازيا، وكما نعرف فإن الفنتازيا تتعامل مع الواقع الحياتي من خلال رؤية غير مألوفة، وسرد يعتمد على لغة الخيال المفرط في التحليق الخيالي والصور غير الطبيعية، كما أنها معالجة إبداعية خارجة عن المعلوم والمألوف للواقع الحياتي المعيش، أما عن موضوعات القصص فالكاتبة مهمومة بكثير من قضايا المرأة وهمومها على وجه الخصوص وقضايا الإنسان بصفة عامة.
وأضاف أن الكاتبة تمضى في القصص وهي تريد أن تؤصل لهذا النوع من الكتابة المدهشة لغويا، كتابة تجعل القارئ يحلق في فضاءات غريبة دون أن يصل إلى الحقيقة التي يتمنى أن يعرفها، بداية من تحويل شخصياتها إلى تماثيل من حجارة ثم عودتها سيرتها الأولى، وهكذا تتنقل الكاتبة من الواقع المؤلم إلى العالم المدهش والغريب، وأن استخدام الواقع في الوصول إلى رؤيتها مثل استخدام الرقص وصالاته وتحويل الأشخاص الحقيقين إلى دمى وعرائس غريبة.
في حين قال الروائي سمير الفيل عن هذا الديوان إن غرابة النصوص تكمن في محاولة القبض على مناطق تجريبية في النص السردي المعاصر، والكاتبة تحاول أن تجمع بين الفانتازيا من جهة وبين الواقع من جهة أخرى، وهي تنجح إلى حد كبير في ذلك عبر نصوص تتسم بعدة خصائص؛ فهي تعرض لقضايا عصرية من منطق المتابع والمتورط في الحدث بشكل ساخر وعبر تقنيات متقدمة، وعلى الرغم من الطابع العبثي في بناء المنظومة القصصية فإنها حافلة بالتشويق والفرادة، والقدرة على مخاطبة العقل قبل العاطفة.
وأكد أن الكاتبة تملك خيالا جامحا في تشكيل الفضاء السردي، كما تعتمد على نمطين من الكتابة: الحوار عنصر يدفع بالصراع لأقصى درجاته، إضافة إلى السرد الذي يؤكد على منطق الضرورة في استحضار الحدث، والبحث عن معنى الحرية عبر تخليق الأحداث.
جدير بالذكر أن السلسلة تأتى في إصدارها الثالث، ويرأس تحرير السلسلة الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف رئيس الإدارة المركزية للشعب واللجان الثقافية، نائب رئيس التحرير أحمد الجعفري ويديرها كل من الدكتورة نعيمة عاشور والدكتور علي الشيخ وسكرتارية تحرير سها صفوت.