على أرجح الأقاويل لم يولد المسيح في اليوم الأول من شهر يناير والذى يمثل بداية كل عام جديد، لكن دائمًا ما يرتبط بداية العام في ذهن الكثير بمولد يسوع المسيح، رغم أن الاختلاف حول اليوم الذى ولد فيه "ابن مريم" لم يذكر فيه اليوم الأول من العام، إذ تختلف الكنائس الشرقية مع نظيرتها الغربية حول إن المسيح ولد في 25 ديسمبر أم 7 يناير.
أما فيما يخص ميلاد المسيح، وبحسب موسوعة "تاريخ الفكر المسيحى" للمفكر القبطى الدكتور حنا جريس الخضرى، فإن ميلاد المسيح، فيه اختلاف كبير فى اليوم والسنة التى ولد فيهما المسيح، حيث يوضح المؤلف أن الوثائق التاريخية الخاصة بميلاد المسيح تستنتج ميلاده بين أعوام 5 قبل الميلاد و2 بعد الميلاد، ويظن البعض الآخر أن سنة الميلاد بين أعوام 7 قبل و3 بعد الميلاد.. لكن بعيدا عن ميلاد المسيح، لماذا نحتفل ببداية العام في ذلك اليوم.
وبحسب التقرير الذي نشره موقع "caminteresse"، فأنه في زمن يوليوس قيصر، كان التقويم يتكون من 355 يومًا، وكان تقويمًا قمريًا يعتمد على دورة القمر. وكان العام الجديد يبدأ، في مارس لتكريم، "إله الحرب". ابتداءً من العام 46 قبل الميلاد بدأ ظهور التقويم الرومي أو اليولياني، فجاء هذا القرار من يوليوس قيصر نفسه، وأصبح هذا التقويم الجديد شمسيًا.
وأصبحت السنة وفقًا لهذا التقويم تحتوي على 365 يومًا، وتبدأ في 1 يناير، للاحتفال بـ"يانوس - الإله ذي الوجهين"، وفي العام 800 قلب شالمان، القواعد رأسًا على عقب مرة أخرى، وجعل يوم 25 ديسمبر، هو اليوم الأول من العام الجديد. فبحسب المناطق صار العام الجديد يتغيّر بين يناير وأبريل، وهكذا ظل رأس السنة الجديدة بعيدًا عن أن يكون ثابتًا.
منذ متى صار العام يبدأ في 1 يناير؟
خارج الملكيّة الحاكمة، حددت الكنيسة منذ فترة طويلة، 1 يناير، كيوم رأس السنة الجديدة. في الواقع منذ القرن الثامن صار هذا اليوم يرمز إلى ختان يسوع المسيح، الذي يمثل بداية العصر المسيحي، ومع ذلك لم يتم الاعتراف بهذا التاريخ من قبل الدولة، إذ لم يعترف الملك تشارلز التاسع، رسميًا بـ 1 يناير كيوم رأس السنة الميلادية إلا في العام 1564.
وفي العام 1584 كان البابا غريغوري الثالث عشر هو الذي أسس الأول من ينايررسميًا، ويصادف هذا العام أيضًا ولادة التقويم "الجريجوري" الذي يرتبط بدورة الشمس. لقد استوحاه من التقويم اليولياني وتأخيراته لفرض بعض التغييرات. وبفضل تحليلاته أصبح الأولُ من يناير يسجل بداية عام جديد وفقًا لدورة الشمس.