مع بداية عام 2023، كشف الكاتب الكبير عزت القمحاوى، أنه يقرأ القصيدة الشهيرة المسماة بـ"المواكب" للشاعر اللبنانى جبران خليل جبران الذى يعد واحدًا من رواد النهضةِ في المنطقةِ العربية، ومن كبارِ الأدباءِ الرمزيين.
وفى تغريدة عبر حسابه على مصنة "تويتر" نشر عزت القمحاوى أبياتا شعرية من قصيدة "المواكب" للشاعر جبران خليل جبران، والتى يقول فيها:
وما الحياةُ ســوى نومٍ تراوده
أحلام من بمرادِ النفس يأتمرُ
والسرُّ في النفس حزن النفس يسترهُ
فإِن تولىَّ فبالأفراحِ يستتر
ويقول عباس محمود العقاد فى كتاب "الفصول" عن قصيدة المواكب، لقد نظمها جبران خليل جبران وطبعها في كتاب مستقل كبير الصفحات مزدان بالرسوم الرمزية، ويظهر أنه جرى في وضعها وطبعها على أسلوب رباعيات الخيام؛ لأنه وضعها في المعاني التي طرقها الخيام، وطبعها على الشكل الأنيق المصور الذي اختاره الناشرون من الإنجليز والأمريكان لطبع رباعياته.
وللكتاب مقدمة بقلم نسيب أفندي عريضة نراها من ألزم المقدمات؛ لأنها فسرت من أغراض القصيدة ما لم تفسره أبياتها ومنها قوله: ليتصور القارئ قبل إقدامه على مطالعة الكتاب مرجًا واسعًا في سفح جبل، هنالك يتلاقى رجلان على غير ميعاد أحدهما شيخ والآخر فتى. الأول خرج من المدينة والثاني من الغاب، أما الشيخ فيسير بخُطا ضعيفة متوكئًا على عصاه بيد مرتجفة، وفي غضون وجهه وشعره الشائب المسترسل ما ينم على أنه عرك الدهر وعرف أسرار الحياة ومخبآتها فذاق، منها مرارة أوصلته إلى التشاؤم منها.
يصل هذا الشيخ إلى المرج، فيستلقي هنالك على العشب قصد الراحة، وإذا فتى جميل غض الإهاب قد لوحت الشمس بشرته وأكسبته الحياة جذلًا وانبساطًا، خرج من الغاب يحمل نايه فيسير حتى يصل إلى مكان راحة الشيخ فيضطجع بجانبه. فلا تمر دقيقة سكون إلا تراهما قد بدآ بالحديث، فيأخذ الشيخ بإبداء نظراته في الحياة كما يراها طرفه المتشائم وخبرته المحنكة، فيرد عليه الفتى شارحًا عن الحياة كما تراها عينه الجذلة المتفائلة.
ويوضح عباس محمود العقاد أن هذا هو محور القصيدة كما فسَّره صاحب المقدمة. وقد أحسن كاتبها في مراعاة المقام لولا ما في كتابته من قليل الغلط النحوي والصرفي، وما يتخللها من روح النقد العتيقة التي احتذى بها أمرسون وأشياعه من متصوفة الأمريكان.
أما القصيدة فليس في استطاعتنا أن نسميها شعرًا صحيحًا كما وصفها صاحب المقدمة، وإن كنا نتبين منها أن ناظمها يفكر تفكير شاعر. وأول ما نشير إليه أن مبنى القصيدة ليس مما يوصف بالصحة؛ لما فيها من الخطأ اللغوي، وما يعتورها من ضعف التركيب وغلبة العبارة النثرية على النغمة الشعرية في أبياتها.