محمد عنانى.. شيخ المترجمين وكاتب وأديب مسرحى وناقد وأكاديمى مصرى، رحل عن عالمنا اليوم، عن عمر ناهز الـ 84 عاما، بعد صراع مع المرض، ويعد مشروعه الأكبر والأهم هو ما فعله مع مشروع وليم شكسبير، شاعر الوطنية وأيقونة الأدب الإنجليزى فى الأدب العالمى.
بدأ محمد عنانى مشواره فى ترجمة أعمال وليم شكسبير، فى مارس 1964، بعد تخرجه، بترجمة مسرحية "حلم ليلة صيف" مستعينا ببعض المراجع عن التقاليد الشعبية الخاصة بالجن والعفاريت فى إنجلترا أيام شكسبير، بعدها عكف على ترجمة "روميو وجولييت"، وتمكن من الانتهاء منها عام 1965، وأثناء هذه الفترة تلقى اتصالا من الدكتورة لطيفة الزيات تبلغه أنه تمت الموافقة على قائمة، تضم عشرة أشخاص سمح لهم بالخروج من مصر للدراسة، كان هو أحد هذه الأسماء.
خلال مسيرته ترجم محمد عناني أستاذ اللغة الإنجليزية بكلية الآداب بجامعة القاهرة عددا من أبرز مسرحيات شكسبير مثل: تاجر البندقية وهاملت والملك لير ويوليوس قيصر ودقة بدقة التي نال عن ترجمتها جائزة رفاعة الطهطاوي للترجمة عام 2014 من المركز القومي للترجمة بالقاهرة.
فى تصريحات صحفية سابقة لوكالة "رويترز" أوضح محمد عنانى أنه يستعين في ترجمة المعاني والدلالات الشكسبيرية بطبعات متعددة للنص ربما تصل إلى سبع طبعات صدرت في أزمنة مختلفة وتتضمن هوامش وشروحا تنتسب إلى هذه العصور وفي كثير من الشروح ما يفيد في أن تكون الترجمة العربية تحاكي الأصل في كل شيء محاكاة الأسلوب شعرا أو نثرا على أن تكون الترجمة دقيقة وواضحة.
يرى محمد العناى أن بعض أعمال شكسبير ترجمها البعض ترجمة لا علاقة لها بالنص الأصلي ولا تنتمي إلى مؤلفها ومنها السونيتات، موضحا أن ترجمة المصطلحات ما زالت موضع خلاف بين الباحثين والمترجمين العرب وخصوصا إذا كان الكاتب يلجأ إلى توليد فعل أو نحت مصطلح جديد حيث تفترض الأساليب الإنجليزية إلمام القارئ بالتراث الأوروبي وهو ما لا يتوفر دائما للقارئ العربي.
وخلال مسيرته الأدبية، نال محمد عناني العديد من الجوائز من أبرزها جائزة الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمية للترجمة عام 2011 عن مجمل إنجازه في مجال الترجمة، وجائزة الدولة التشجيعية في الترجمة عام 1983 وجائزة الدولة للتفوق في الآداب عام 1999 وجائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 2001 عن مجمل إنجازه في الترجمة والتأليف.