تحتفل الكنيسة المصرية يوم 7 يناير الجاري بعيد الميلاد المجيد للمسيح، وهي في ذلك تختلف عن الكنائيس الغربية التي ترى أن عيد الميلاد وافق يوم 25 ديسمبر، والكنيسة المصرية لها تاريخ طويل ومهم في الديانة المسيحية، لكن كيف دخلت هذه الديانة إلى أرض مصر.
المعروف أن تعاليم السيد المسيح انتشرت فى العالم على يد من سماهم الرسل، وقد كانت مصر من أوائل الدول التى دخلتها المسيحية.
يقول كتاب "العلمانية والممانعة الإسلامية"، لـ على العميم، الصادر عن دار الساقى، "دخلت المسيحية إلى مصر، بعد نصف قرن من بداية دعوة سيدنا عيسى عليه السلام، أدخلها مرقص الرسول، وتعتبر كنيستها (كنيسة الإسكندرية) إحدى أربع بطريركيات كبرى عالمية (بطريركية أنطاكية، بطريركية القسطنطينية، بطريركية القدس)، وهى من الكنائس التاريخية، التى عانت من اضطهاد الدولة البيزنطية.
بينما يقول كتاب "من القبطية إلى الإسلام.. قصة فتح مصر" لحامد سليمان "التقى مارمرقص بأستاذه مار بطرس فى بابليون فى مصر، حيث راجع مع أستاذه "إنجيله" المعروف باسمه حتىاليوم، ثم عاد الرسول بطرس إلى الشام ليواصل مهمته، بينما اتخذ مارمرقص الإسكندرية مقرا لنشر المسيحية، حيث كانت المدينة مركزا حضاريا عالميا، وملتقى التجارة العالمية، وتمتلئ بالمصريين والحبش واليهود واليونانيين.
ويضيف الكتاب، تتلمذ على يديه هناك العديد من المصريين رجالا ونساء، وازدهرت المسيحية فى الإسكندرية حتى ثار عليه حكام الرومان الوثنيون، فهاجر إلى مسقط رأسه فى المغرب وعاش بها عامين.
وعندما عاد القديس مارمرقص للإسكندرية فى أواخر سنة 67 ميلادية، لاحظ ازدهار المسيحية بين شعبها، فأنشأ بها المدرسة اللاهوتية، وهى أول مدرسة لاهوتية فى العالم، ثم طاف بالقطر، يبشر برسالة المسيحية الصافية، الخالية من البدع والمؤثرات الوثنية أو الهرطقية، وفى يوم 26 أبريل من عام 68 ميلادية وبينما كان المسيحيون يحتفلون بعيد الفصح، والوثنيون إلههم (سيرابيس) أخذ القديس مرقص يقبح عبادة المخلوق دون الخالق، ونهاهم عن عبادة هذه الأوثان، والانسياق وراء الخرافات، ولما سمع منه الوثنيون، وكانوا يكرهونه، هذه النصائح الصريحة استنكروها، وهاجوا فى المدينة طالبين رأس القديس مرقص. وتربصوا به حتى قبضوا عليه وربطوا حبلا فى عنقه، وأخذوا يطوفون به فى شوارع المدينة طوال النهار، ويجرونه فوق الصخور فى أبشع عملية سحل عرفها التاريخ.