صدرت حديثا عن المجلس الوطنى للثقافة والفنون والآداب فى دولة الكويت، العدد 501 من سلسلة عالم المعرفة بعنوان "التفكير العلمي"، بطبعة جديدة منقحة للمفكر والفيلسوف الراحل الدكتور فؤاد زكريا.
والتفكير العلمى هو ذلك النوع من التفكير المنظم، الذى يمكن أن نستخدمه فى شئون حياتنا اليومية أو فى النشاط الذى نبذله حين نمارس أعمالنا المهنية المعتادة، أوفى علاقاتنا مع الناس ومع العالم المحيط بنا وكل ما يشترط فى هذا التفكير هو أن يكون منظما، وأن يبنى على مجموعة من المبادئ التى نطبقها فى كل لحظة دون أن نشعر بها شعورا واعيا.
الكتاب به قسم عن التفكير العلمي، وقسم عن تاريخ العلم، والقسم الأخير عن آثار العلم فى حياتنا، والعلم الذى ركز عليه المؤلف هو العلم الطبيعي، وكان له أيضا وقوف رائع مع العلم الإنسانى بشكل متميز.
افتتح الكتاب بمقدمة ثم تناول سمات التفكير العلمى وهي:
التراكمية، التنظيم، البحث عن الأسباب، الشمولية واليقين، الدقة والتجويد، ثم تحدث عن عقبات فى طريق التفكير العلمى مثل: الأسطورة والخرافة، الخضوع للسلطة: القدم، الانتشار، الشهرة، الرغبة أو التمني، إنكار قدرة العقل، التعصب، الإعلام المضلل.
وبعد ذلك سرد المعالم الكبرى التاريخية فى طريق العلم ابتداءا من العالم القديم مرورا بالعصور الوسطى وانتهاء بالعصر الحديث. ولكن التاريخ المقلق معرفيا الذى لم تتضح صورته إلى الآن هو العصر الحجرى أو بمعنى آخر تسلسل الآدمية أو البشرية بعد آدم عليه السلام.
ثم تحدث عن العلم والتكنولوجيا وأنه هو السمة الكبرى لعلم هذا العصر، والذى ما زال البعض يشكك فيه أو يغفل عنه فى حياته وقضاء شؤونه. ثم أضاء إضاءات فريدة ومهمة عن علم هذا العصر وخطورته وآثاره.
ثم يأتى فى فصل بديع عن الأبعاد الاجتماعية للعم المعاصر ساردا بعض القضايا الاجتماعية المتعلقة بالعلم مثل مشكلة الغذاء و السكان والبيئة والموارد الطبيعية والوراثة والتحكم فى صفات الإنسان والتسلح، ثم ربط ذلك كله بكلام جميل عن العلم والقيم الإنسانية.
بعد ذلك تحدث عن شخصية العالم، وركز على أهم صفة فيه ألا وهى ( الموضوعية ) والتى تعنى عنده : الروح النقدية، الحياد. وختم كتابه بالحديث عن العلم والأخلاق.