صدر حديثًا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، كتاب «سحر الأسطورة الهندية.. دراسة في الأنثروبولوجيا الثقافية» للكاتب الباحث إبراهيم عطية.
اهتم الباحث بدراسة «الأسطورة وتأثيرها في المجتمع الهندي»، لكونها قضية علمية؛ تناولها علماء الأنثروبولوجيا الثقافية لفهم سحر الأسطورة الهندية بأبعادها، وبمدى تأثيرها في المجتمع، باعتبار هذا السحر مرتبطا ارتباطا وثيق الصلة بتاريخ الإنسانية منذ بدايات التصورات الطوطمية، التي اتخذها الإنسان واعتقد فيها، وارتبطت الأسطورة ودلالتها بتكوين علم الأنثروبولوجيا، إلى جانب ذلك، أخذ الهنود معنى الأسطورة بروحها في عقائدهم الدينية، الأمر الذي يهمنا في دراسة تاريخ الأسطورة باعتبارها مصدرا للإلهام الفكري في المجتمع الهندي بالتحديد، وأثرها في تطورعقائده وتعدد مصادرها وانتشارها، وتأثيرها في المجتمع، والأفكار التي سادت وانتشرت بين أفراده قديما وحديثا.
ويحاول المؤلف من خلال تناوله للأسطورة، فهم وتفسير مفاهيمها وعلاقتها بالمصطلحات السردية، ومدى تأثيرها في المجتمع، وكيف غذت الأسطورة الدين، والملاحم الشعرية والآداب والقصص والحكايات الشعبية في لغة الأدب الشعبي والسرد الروائي وكيف أنها تعكس الكبت والهوس العصبي للبشرية، وكيف تشكل المشاعر؛ رغبة الحب ورغبة الجنس، طاقات تدخل في تنمية المشاعر الدينية والسحر، لارتباطها بالعقيدة الإنسانية.
وقد أخذت الأسطورة طابعا مختلفا، ونالت اهتماما بالغاء حفز الدارسين والعلماء ورجال الدين، ودفع الكتاب والمبدعين في المجالات الثقافية، لإيجاد علاقة بين الماضي والحاضر، وارتبطت بالمأثورات الشعبية والفولكلور بصفة عامة، حيث تحولت إلى شكل طقوسي حققت من خلاله الأثر في المعتقدات الدينية للإنسان.
وينطلق الكاتب في دراسته، في محاولة للكشف عن أبعاد الأسطورة في تاريخها الطويل، وتأثيرها في كثير من الحضارات البابلية والفارسية، والصينية، والهندية، والعربية، كأمثلة من الحضارات القديمة التي ما زالت آثارها واضحة وظاهرة حتى يومنا هذا.
ولقد كثر النقاش والجدل حول حقيقة الأسطورة ونشأتها، وكيف انتشرت، وحول مصادر الأسطورة، ومغزاها التاريخي والاجتماعي، وما تثيره من قضايا اجتماعية وفنية في حياة الإنسان البدائية.
وقد أدرك المؤلف عدم استطاعته الوصول إلى فهم حقيقي للأسطورة بأنواعها المختلفة، نظرا لتعدد تعريفاتها ومفاهيمها التي وردت في الدراسات السابقة، التي ارتكز عليها في دراسته، إلا أنه اختار الأسطورة الدينية الهندوسية، التي تعتبر الأكثر إلهاما للشعب الهندي في حياته الاجتماعية، بحكم تأثره بالأساطير التي تنظم العادات والتقاليد والأعياد السائدة في المجتمع، باختلاف فئاته وتنوعها.