وقعت هيئة الشارقة للكتاب اتفاقية استراتيجية مع جمعية الناشرين الكوريين لتنظيم برنامج الشارقة ضيف شرف فعاليات الدورة المقبلة من "معرض سيؤول الدولى للكتاب"، ضمن جهودها فى تعزيز مكانة الشارقة على خارطة مراكز صناعة المعرفة العالمية، والاحتفاء بالمشروع الثقافي للشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، إلى جانب إعداد خطة لمشاركة "كوريا الجنوبية" في فعاليات الشارقة الدولية.
جاء ذلك خلال لقاء جمع وفد "الشارقة للكتاب" مع "الناشرين الكوريين" في مدينة سيجونج الكورية، وترأسها سعادة أحمد بن ركاض العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب، حيث بحث الجانبان الفرص المتاحة لتوسيع حجم مشاركة كل منهم في أجندة الفعاليات السنوية في كوريا الجنوبية والشارقة.
وحضر الاجتماع من الجانب الكوري، يون شول هو، رئيس جمعية الناشرين الكوريين، وجو اروو، نائب رئيس الجمعية، ومن وفد الشارقة، خولة المجيني، مدير إدارة الفعاليات والتسويق في هيئة الشارقة للكتاب، ومنصور الحساني، مدير إدارة خدمات الناشرين في هيئة الشارقة للكتاب.
وعلى صعيد متصل، عقد وفد "الشارقة للكتاب" اجتماعاً مع مسئولين من "وزارة الثقافة والرياضة والسياحة" فى كوريا الجنوبية، ناقش خلاله الجانبان أثر العمل المشترك في العمل الثقافي على فتح فرص متجددة لتبادل التجارب، وتوسيع حجم الترجمة المتبادلة بين العربية والكورية، إلى جانب تعميق الوعي بالمشتركات التي تجمع الثقافتين الإماراتية ونظيرتها الكورية.
واستعرض وفد "الشارقة للكتاب" تجربة معرض الشارقة للكتاب، ونجاحه في الوصول لأكبر معرض في العالم على مستوى بيع وشراء الحقوق، بالإضافة للرؤية التي ينطلق منها مهرجان الشارقة القرائي للطفل، وما يحققه من نتائج على أرض الواقع تنهض بالأجيال الجديدة، كما توقف الوفد عند الفرص التي تقدمها مدينة الشارقة للنشر بوصفها المنطقة الحرة الأولى في العالم المعنية بالنشر، التي تتيح للناشرين من كل أنحاء العالم توسيع أسواق كتبهم في المنطقة العربية وشمال أفريقيا.
من جانبهم عبّر المسئولون فى وزارة الثقافة والرياضة والسياحة الكورية عن اهتمامهم بالتجربة الثقافية لدولة الإمارات العربية المتحدة، والمشروع الثقافي والحضاري الذي ترسخه إمارة الشارقة، من خلال دورها الريادي في دعم الصناعات الإبداعية والارتقاء بقطاع النشر.
لقاء مع أحدث نماذج المكتبات المستقبلية في كوريا الجنوبية
اجتمع وفد هيئة الشارقة للكتاب مع القائمين على مكتبة "ستارفيلد" في العاصمة سيؤول، التي تعد نموذجاً للمكتبة العصرية التي تستقطب الجمهور وتوفر له بيئة قراءة جاذبة في تجربة تعزز دور المكتبة في نشر المعرفة بوسائط جديدة وملهمة.
وبدوره قدّم وفد الهيئة عرضاً حول مكتبات الشارقة العامة وأقسامها، ودعا الجانب الكوري إلى المشاركة في كل من قمة المكتبات ومؤتمر المكتبات، اللذان تنظمهما هيئة الشارقة للكتاب بالتزامن مع معرض الشارقة الدولي للكتاب.
وقال أحمد بن ركاض العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب: "يجسد هذا التواصل الحي مع المؤسسات الكورية النظيرة، رؤية الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في فتح بوابات جديدة من التعاون مع المؤسسات الثقافية في مختلف أنحاء العالم، حيث نلتقي مع كوريا الجنوبية في جملة من الأهداف المشتركة نحو تعزيز دور الكتاب في صناعة مجتمع المعرفة وتحقيق النهضة الحضارية".
وأضاف العامري: "المكانة التي حققتها الشارقة كواحدة من مراكز صناعة المعرفة قادت إلى تتويجها ضيف شرف معرض سيؤول الدولي للكتاب، ونهدف إلى أن تمثل مشاركتنا خلال العام الجاري في المعرض فرصة متجددة لتعزيز الروابط الثقافية وفرص العمل المشترك بين المؤسسات الثقافية الإماراتية والعربية ونظيرتها الكورية، فقد ظلت الشارقة هي النافذة التي يطل منها العالم على تاريخ وراهن ومستقبل الثقافة العربية.
وبدوره قال يون شول هو، رئيس جمعية الناشرين الكوريين: "تشكل الثقافة العربية واحدة من أكثر الثقافات اهتماماً لدى المجتمع في كوريا الجنوبية، وهذا يظهر بحجم الطلبة الراغبين في تعلم اللغة العربية، وفي عدد الكليات والجامعات التي تدّرس العربية، لهذا نحن سعداء باختيار الشارقة ضيف شرف الدورة المقبلة من معرض سيؤول الدولي للكتاب، لأنها تمثل بالنسبة لنا الوجهة الأولى التي يمكن من خلالها تعميق علاقاتنا في المنطقة العربية وتاريخها، فهي معروفة على عالمياً بوصفها مركزاً لتقديم ورعاية الأدب والفن والمعرفة العربية، وهذا تشهد عليه معارضها وفعاليتها الدولية، وحضورها الكبير في كبرى المحافل الثقافية الدولية".
يشار إلى أن سلسلة اللقاءات التي عقدها وفد هيئة الشارقة للكتاب خلال زيارته إلى كوريا الجنوبية، تأتي في إطار استكمال الاستعدادات لمشاركة الشارقة كضيف شرف الدورة القادمة من معرض سيؤول الدولي للكتاب، التي تستهدف إبراز مشروع الشارقة الثقافي، ونقل صورة متكاملة عن مشهد النشر والإبداع في الإمارات والشارقة، وتسليط الضوء على الإبداع العربي أمام جمهور الكتاب الكوري والآسيوي.