توفى الخليفة العباسي الواثق بالله بن المعتصم فى سنة 223 هجرية، وتولى من بعده أخيه المتوكل بالله واسمه جعفر، وكان الأمر فى البداية ليس إليه، بل كان لابن أخيه محمد بن الواثق، لكن ما الذى حدث، وما الذي يقوله التراث الإٍسلامي.
يقول كتاب البداية والنهاية نحت عنوان "خلافة المتوكل على الله جعفر بن المعتصم"
بويع له بالخلافة بعد أخيه الواثق وقت الزوال من يوم الأربعاء لست بقين من ذي الحجة.
وكان الأتراك قد عزموا على تولية محمد بن الواثق فاستصغروه فتركوه وعدلوا إلى جعفر هذا، وكان عمره إذ ذاك ستا وعشرين سنة، وكان الذي ألبسه خلعة الخلافة أحمد بن أبي دؤاد القاضي، وكان هو أول من سلم عليه بالخلافة وبايعه الخاصة والعامة، وكانوا قد اتفقوا على تسميته بالمنتصر بالله إلى صبيحة يوم الجمعة فقال ابن أبي دؤاد رأيت أن يلقب بالمتوكل على الله، فاتفقوا على ذلك، وكتب إلى الآفاق وأمر بإعطاء الشاكرية من الجند ثمانية شهور، وللمغاربة أربعة شهور، ولغيرهم ثلاثة شهور، واستبشر الناس به.
وقد كان المتوكل رأى في منامه في حياة أخيه هارون الواثق كأن شيئا نزل عليه من السماء مكتوب فيه جعفر المتوكل على الله، فعبره فقيل له هي الخلافة، فبلغ ذلك أخاه الواثق فسجنه حينا ثم أرسله.
وفيها: حج بالناس أمير الحجيج محمد بن داود.
وفيها: توفي الحكم بن موسى، وعمرو بن محمد الناقد.